الرأسمالية وتأثيرها في العلاقة الزوجية
الرأسمالية وتأثيرها في العلاقة الزوجية
إن الرجال يعملون لتوفير الطعام والملبس والمسكن لعائلاتهم، ويقومون بذلك لمدة ثماني أو عشر ساعات في اليوم، بل تصل إلى اثنتي عشرة ساعة في اليوم، طوال أيام السنة، ولمدة أربعين أو خمسين عامًا، بعض الرجال يحب ما يعمل، والبعض الآخر لا يحبه، ولكن ذلك لا يشكِّل فارقًا، لأنه لا خيار أمامهم سوى العمل وتوفير المال للأسرة لتلبية احتياجاتها، وهذا شكل من أشكال التضحية التي يقدمها الرجل لزوجته وأسرته والعالم، إلا أن العمل قد يتجاوز الحدود ويصبح لزامًا على الرجل بدافع الخوف تارة، وبدافع الطمع تارة أخرى.
وبناءً على ذلك فإن العمل الذي يلبي احتياجات الزوجة والعائلة من ناحية، قد يصبح أكبر مشكلة من ناحية أخرى، وبالتالي لا يخدم العلاقة الزوجية وتماسكها، لأن العمل لساعات طويلة يؤدي إلى هجر الرجل لزوجته، فيشعِرها ذلك بالغضب والإحباط، ما يحمِّل الرجل ضغوطًا تجعله يمر بأوقات عصيبة! إن أغلب الحالات التي تأتي إلى مكتب المؤلف تتمثل في زوجين على غير وفاق وفي حالة تعاسة، والسبب أن الرجل غير موجود بالمنزل، ولا يقضي وقتًا مع زوجته والأطفال، إذ يكون دائمًا مشغولًا في العمل، وإذا وُجِد في المنزل فهو متعب من يوم العمل الطويل والمرهق! وإذا سألت الرجل لماذا لا تعطي زوجتك وأطفالك بعض الوقت؟ يجيب قائلًا: ليس بيدي حل، ويفسر ذلك بأنه ليس لديه خيار سوى العمل لتوفير احتياجات الأسرة!
جميعنا في الوقت الحاضر يعيش في ظل معايير عمل قاسية، إذ أصبح الهدف من العمل على هذا الكوكب هو قضاؤه في مراكمة الأموال، والمحرك الرئيس للوقت هو نظام اقتصادي عالمي يسمى “الرأسمالية”، التي تجعل من قضاء الوقت بهذه الطريقة أمرًا حتميًّا، ولا مفر منه! ومن ثمَّ يجب على الرجل أن يجلس مع زوجته، ويفكرا معًا في إيجاد حل، ويخبرها بالوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يحيا فيه، لأننا جميعًا محاصرون داخل هذا النظام الرأسمالي، كما يجب أن يسأل الرجل نفسه: هل يخدم العمل التواصل بينه وبين زوجته وأطفاله أم لا؟ وعليه أن يدرك أن العمل الحقيقي هو العمل الذي يلبي احتياجات الأسرة، إلى جانب المساعدة على ترابطها وجعلها سعيدة، وبالتالي فإن الزوج الناجح عليه ألا يكرِّس كل وقته للعمل هاجرًا زوجته، بل إن عليه أن يوازن بين العمل واحتياجات زوجته في التواصل معها ووجوده في المنزل.
الفكرة من كتاب زوج صالح زواج ناجح
إن هذا الكتاب موجه إلى الرجال بشكل خاص، إلا أنه يخص النساء بوجه عام وسوف يستفِدن منه أيضًا، إذ يتحدث الكتاب عن الحب، والزواج والعلاقة الزوجية، ويفحص أسباب التعاسة والانفصال وافتقاد الحب بين الزوجين في العصر الحالي، ويرى الكاتب أن الرجال وحدهم من يستطيعون أن يعيدوا الحب والسعادة إلى الحياة الزوجية، ما يضع على كاهلهم المسؤولية الأكبر، والسبب أن الرجال تميل إلى ملاحظة الشيء المعطوب، وتحاول إصلاحه، فهم يصلحون السيارات، وأجهزة الكمبيوتر، والأجهزة المنزلية، وقطع الأثاث، وغيرها من الأشياء من حولهم في المنزل، ويحبون القيام بتلك الإصلاحات، ويشعرون بإحساس جميل من جرَّاء إنجازهم ذلك، وبالتالي فإن الرجال بمقدورهم إصلاح كل شيء وأي شيء، ومن ثمَّ فإن أمام الرجال فرصة ذهبية للقيام بأهم إصلاح في حياتهم، وهو إصلاح حياتهم الزوجية، وذلك من خلال إصلاح أخطائهم، فيتحوَّلون بذلك إلى أزواج مثاليين وصالحين، ولا ينبغي أن يظن الرجل أن ذلك الإصلاح سوف يؤثر في رجولته وسلطته أو يقلِّل منهما أمام زوجته، لأن إتقان المرء دوره يمثل جوهر الرجولة، وكل رجل يرغب في أن يقوم بدوره فقط، وهذا الكتاب يساعد الزوج على أن يؤدي دوره الرجولي في العلاقة الزوجية على أكمل وجه.
مؤلف كتاب زوج صالح زواج ناجح
روبرت مارك ألتر: يعمل استشاري علاقات زوجية، ومعالجًا نفسيًّا للأفراد والأزواج منذ عام 1978، تخرج في جامعة كورنيل، وحصل على درجة الماجستير من جامعة برانديز، كما عمل في السابق محررًا مساهمًا في مجلة Mothering، وقام بتدريس الأدب والكتابة في كلية برانديز وكلية ويلوك، ومن كتبه:
The Transformative Power of Crisis: Our Journey to Psychological Healing and Spiritual Awakening.
It’s (Mostly) His Fault: For Women Who Are Fed Up and the Men Who Love Them.