هل تشخيص مرض باركنسون بالأمر اليسير؟
هل تشخيص مرض باركنسون بالأمر اليسير؟
لأن نمط الأعراض لمرض باركنسون مميز جدًّا فقد يكتشفه الطبيب ويقوم بتشخيص المرض بمجرد دخول المريض عليه، وأحيانًا أخرى تكون الحالات غامضة بعض الشيء وخصوصًا في بدايات المرض حينما لا تكون الأعراض مكتملة، وقتها ماذا يفعل الطبيب لتشخيص مرض باركنسون؟ للأسف لا يوجد اختبارات مخصَّصة تؤكِّد التشخيص وتمحو الشك، لكنها قد تساعد بعض الشيء مثل التصوير المقطعي بإصدار البوزيترون PET، والتصوير المقطعي بإصدار فوتون منفرد SPECT، وكلاهما يعتمد على قياس نسبة الدوبامين الموجودة في الدماغ أو قياس كثافة ناقلات الدوبامين، وبالتالي إعطاء فكرة عن احتمالية إصابة المريض بباركنسون، لكن في الواقع التشخيص أغلبه يعتمد على التاريخ المرضي والعائلي للمريض الذي يستفسر عنه الطبيب، إضافةً إلى الفحص السريري والاختبارات العصبية الخاصة التي يطلب الطبيب من المريض أداءها.
العقبة الأهم في طريق التشخيص هي استبعاد كل مسبِّبات الأعراض الأخرى غير باركنسون وهم كثر، مثل ضمور الأجهزة المتعدد، والذي يشمل خللًا في أجزاء عديدة من الدماغ، وله أعراض إضافية خاصة بالنطق والعينين، وأهم ما نستطيع التفريق به بينه وبين باركنسون أن استجابته للدوبامين محدودة للغاية ، كذلك يوجد الباركنسون التابع لالتهاب الدماغ الفيروسي، وعلى الرغم من قلَّتها هذه الأيام فإنها إذا تم اكتشافها يجب علاج الالتهاب الفيروسي على الفور، وكذلك مرض ولسون الذي يعد مرضًا وراثيًّا جينيًّا يؤدِّي إلى ترسُّب النحاس في أماكن عديدة منها الكبد والعين والدماغ ويؤدي إلى أعراض باركنسون، ولا ينبغي أن نغفل المرضى الذين يتناولون أقراصًا مضادة للذهان لعلاج حالات انفصام الشخصية وغيرها مثل دواء الهالوبريدول، فهذه الأدوية تؤدي إلى أعراض باركنسون لأن لها تأثيراتٍ على مستويات إفراز الدوبامين، وبالتالي من المهم استبدال هذه الأدوية بأدوية مضادة للذهان لا تسبِّب هذه الأعراض الجانبية.
أهمية تفريق مرض باركنسون من الحالات الشبيهة أو الحالات المؤدية له أن العلاج يختلف بالكلية، فمن الممكن ببساطة أن تختفي أعراض باركنسون إذا تم علاج الحالة التي أدت إليه، في حين أنه إذا تم استخدام أدوية علاج باركنسون لا تستجيب الحالات غالبًا.
الفكرة من كتاب مرض باركنسون
مرض باركنسون من الأمراض الشائعة جدًّا، وتشير الإحصاءات إلى أن شخصًا واحدًا يصاب به من كل 300 شخص، ويشيع كذلك في كل المراحل السنية، إلا إنه يخص بشكل كبير الأعمار السنية الكبيرة فوق الستين غالبًا، ومن هنا كانت أهميته.
يتحدث الكاتب في البداية عن تكوين الدماغ وكيف توجد الأعصاب في ترتيبات غاية في الدقة، ثم يبين الأسباب وكيفية تطور مرض باركنسون مبينًا أعراضه ومراحله الزمنية، ثم يشرح كيف يتم تشخيص المرض لينتقل إلى ذكر الخطوات العلاجية الدوائية والخطوات الجراحية بالتفصيل.
مؤلف كتاب مرض باركنسون
البروفيسور توني شابيرا : هو بروفيسور في علم الأعصاب السريري وطبيب أعصاب استشاري، صاحب خبرة كبيرة في معالجة المصابين بمرض باركنسون، ويتركَّز اهتمامه بشكل أساسي على البحث عن أسباب هذا المرض والمساعدة على تطوير علاجات جديدة له.
معلومات عن المترجمة:
هلا أمان الدين: قامت بترجمة كتب أخرى، مثل: “القلق ونوبات الذعر” لكوام مكنزي، و”متلازمة القولون العصبي” للطبيب كيران موريارتي.
سلسلة كتب طبيب العائلة: هي سلسلة مميزة من الكتب الطبية السهلة تناقش العديد من الأمراض في شتى التخصصات، من أشهر كتبها: “آلام الظهر”، و”إلزهايمر وأنواع أخرى من الخرف”، و”دوالي الساقين”، و”داء المفاصل والروماتيزم”.