الذي لم يستطع داروين الإجابة عنه.. ماذا بعد التطور؟!
الذي لم يستطع داروين الإجابة عنه.. ماذا بعد التطور؟!
يرى الكاتب أن التطور في نظر داروين هو نشوء أنواع أكثر ملائمة من أنواع أقل ملائمة، ونشوء أنواع قادرة على التحكم في بيئتها من أنواع قليلة الحيلة، مسألة ارتقاء في القوى المادية لا أكثر ولا أقل.
فعند داروين البقاء للأصلح، ولكن الطبيعة تخبرنا أنه بمرور الزمن يظهر الأجمل، إذ إن الفراشة الرقيقة أرق وأضعف من الزنبور الطنان الغليظ، والحصان ليس أكثر تحملًا من الحمار بل أضعف منه لكنه أجمل، والحمام واليمام أرق وأضعف من النسور والصقور لكنها أجمل! وهذه المخلوقات لم تخلق من أجل البقاء وإنما خلقت من أجل الجمال.. الجمال وحده.
ففي الطبيعة -كما يوضح المؤلف- قوة تحرص على تجميل مخلوقاتها كما تحرص على قوتها، وإننا أمام نظرية اكتشفت العلاقات العائلية بين أسرة الأحياء من نبات وحيوان وإنسان، ولكنها لم تستطع أن تفسر لنا كيف حدث الترقي بينها، نظرية تفهم الحياة كمادة وتفسر تطورها بدوافع مادية، ليست يقينًا علميًّا، وإنما مجرد ترجيح؛ فهي أرجح الاحتمالات، لكنها لم تفسر فكرة وجود الجمال في الأشياء وأنكرت كذلك وجود أي قوة خارجية هادية ومرشدة للكائنات في هذا التطور.
إن التاريخ يعلمنا درسًا عظيمًا في التواضع، من الممكن أن ننقرض تمامًا ولا يبقى لجنسنا أثر ويتطور نسل آخر ويسود الحياة!
الفكرة من كتاب لغز الحياة
يتناول الدكتور مصطفى محمود في هذا الكتاب تاريخ الكائن الحي من ملايين السنين، والصراعات التي واجهته وكيف واجهها وضحى في سبيل البقاء واستمرار نوعه، ويوضح الكتاب نظرية التطور الداروينية ورأيها في كيفية تطور الكائن الحي، وهل فسرت لنا كيف تم التطور حقًّا أم لا! وما القوة المهيمنة المرشدة للكائن الحي في عملية التطور، وهل كان كل ذلك محض صدفة كما يبرر العلم المادي!
مؤلف كتاب لغز الحياة
مصطفى محمود، طبيب وكاتب مصري، وُلِدَ في الـ27 من ديسمبر عام 1921 بمحافظة المنوفية، وتوفي في الـ31 من أكتوبر عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألَّف العديد من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية. من أهم مؤلفاته:
لغز الموت.
في الحب والحياة.
وبدأ العد التنازلي.
الطريق إلى الكعبة.
علم نفس قرآني جديد.