ماذا يحدث عندما لا تصرِّح بالحقيقة!
ماذا يحدث عندما لا تصرِّح بالحقيقة!
إخفاء حقيقة المشاعر عن الشخص الذي تهتم به يترتب عليها كبح الحب عنه أيضًا، وبعد مرور فترة ستتوقف وتتساءل أين السحر الذي كان يغلِّف العلاقة؟ والإجابة ستكمن في كون الحب والسحر مطمورَين تحت أكوام من المشاعر المكبوتة، فببساطة لا تتوقَّع كتمان مشاعرك السلبية (الغضب، والخوف، والألم) وتتوقع أن تبقى مشاعرك الإيجابية كما هي، وتم اكتشاف أربع علامات تحذيرية على ضعف الصلة العاطفية وبدء فقدان الحب في العلاقة بسبب عدم التصريح بالحقيقة الكاملة، إذا أردت الحفاظ على حياتك العاطفية الشغوفة، حذار من هذه العلامات، وإذا لاحظت أيًّا منها، فاعلم أنه قد حان الوقت للتصريح بالحقيقة الكاملة لمشاعرك.
وأولى هذه العلامات هي المقاومة؛ مقاومتك تجاه شيء ما يقوله الآخر، أو يقوم به، أو يشعر به، وتبدأ في نقده في مخيلتك، فمثلًا عندما تكرِّر شريكتك شكوى معينة عليك، ينتابك شعور داخلي بالمقاومة يقول لك: “يا إلهي، لقد بدأت في رواية نفس القصة مجددًا”، لذا فالأفضل أن تصرح بالحقيقة، وتسوي المشكلة مع شريكة حياتك، وإلا ستتراكم المقاومات وتتحوَّل إلى العلامة التحذيرية الثانية، وهي الاستياء؛ وهو الكره الشديد لكل ما يقوم به الشريك ولومه عليه، والغضب لأتفه الأسباب، ويصاحبك دائمًا الشعور بالتوتر، والانزعاج، والكراهية، وإذا سمعت شريكتك تروي نفس القصة، ستراودك أفكار من قبيل: “يا إلهي، أكره أن تروي هذه القصة، إنها تجعل من نفسها أضحوكة”، وإذا لم تصرِّح بحقيقة استيائك وحاولت تسوية المشكلة، سيتراكم هذا الاستياء ويتحوَّل إلى العلامة التحذيرية الثالثة، ألا وهي الرفض.
وفي هذه المرحلة تعارض فيها كل وجهات نظر الشريك، وتنفصل فيها عاطفيًّا عن شريكة حياتك، ومن ثم تنسحب، وتفتر رغبتك فيه عاطفيًّا وجنسيًّا، وربما تترك غرفتكما، وتنغلق على نفسك، وقد تدخل أحيانًا في علاقات غير شرعية، على الرغم من شعورك بأنك ما زلت تحب شريكة حياتك، ولكنك لم تعد منجذبًا إليها كما كنت، وأصبحت تشعر بالفتور تجاه علاقتكما، وقد ينتهي بك الأمر بالانفصال، وإذا لم تصرح بحقيقة مشاعر الرفض، ستتراكم وتتحول إلى المستوى الرابع، ألا وهو الكبت؛ تخدِّر فيها مشاعرك بحثًا عن الراحة، وتصبح الحياة غير مؤلمة، ولكنها غير ممتعة أيضًا.
الفكرة من كتاب ما تشعر به يمكنك علاجه.. دليل لإثراء العلاقات
نية الحب ليست كافية، فمن الضروري أن يتعلم المرء استراتيجيات جديدة للتعامل مع مشاعره، والحفاظ عليها لأطول وقت ممكن، دون إنكار المشاعر الأليمة أو الصعبة التي تبرز بين الفينة والأخرى، ويعرض الكاتب هنا بوضوح كيف تعد المشاعر المكبوتة وعدم التعبير عنها قيدًا في طريق استمرار الحب، ويوضح أيضًا أساليب إثراء علاقاتك بالمزيد من الحب، والأكثر أهمية أنك ستتعلم كيف تحب نفسك.
مؤلف كتاب ما تشعر به يمكنك علاجه.. دليل لإثراء العلاقات
الدكتور جون جراي : كاتب ومؤلف أمريكي؛ صاحب شهرة عالمية بصفته رائدًا في حفل العلاقات والتنمية الشخصية، له العديد من المؤلفات، منها:
الرجال من المريخ والنساء من الزهرة.
البدء من جديد.
المريخ والزهرة معًا إلى الأبد.
الأبناء من السماء.