من القلب إلى الدورة الدموية
من القلب إلى الدورة الدموية
لا يتصوَّر أحد القدرة والقوة التي ينقبض بها القلب من المرحلة الجنينية وحتى آخر يومٍ في الحياة للإنسان، حقًّا إنها قدرة باهرة.
يتكون القلب من أربع حجرات؛ أذينين وبطينين في الناحية اليمنى واليسرى، يخرج من البطين الأيسر الشريان الأورطى ومن البطين الأيمن الشريان الرئوي، بينما يدخل الأذين الأيسر الأوردة الرئوية الأربعة والأذين الأيمن يدخله الوريد الأجوف العلوي والوريد الأجوف السفلي.
ومن ثم هناك دورتان للدم دورة جهازية تمر عبر الجسم كله من الأورطى عبر الشرايين لتغذية الأنسجة بالدم المحمل بالأكسجين والجلوكوز وإزالة الفضلات الناتجة عن العمليات الحيوية ثم من الأعضاء والأنسجة يعود الدم مرة أخرى عن طريق الأوردة لتعود في النهاية إلى القلب مرة أخرى تحديدًا في الأذين الأيمن، ثم ينتقل الدم منه إلى الشريان الرئوي إلى الرئة لإعادة تحميله مرة أخرى بالأكسجين وتنظيفه من ثاني أكسيد الكربون.
ولكي يحافظ القلب على هذه القدرة الانقباضية العالية يجب أن يحظى بإمداد دموي ثابت لتغذيته، ويحدث هذا من خلال الشرايين التاجية التي تغلِّف القلب كالتاج، حيث تتفرَّع من الشريان الأورطى بمجرد خروجه من البطين الأيسر، الشرايين التاجية الرئيسة تتمثل في شريان تاجي أيمن وآخر أيسر، قطر كل منهما لا يتجاوز أربعة ملليمترات، وبالتالي عند حدوث أية أضرار بالممر أو في الجدران فإن ذلك تظهر تأثيراته في القلب مباشرةً.
ماذا قد يحدث للشرايين التاجية ويُنقص من الدم الواصل لتغذية القلب؟ أول الميكانزمات هو تصلُّب الشرايين، ويُقصد به فقدان الشريان لمرونته المعتادة في الانقباض والانبساط نتيجة ترسُّب الدهون الضارة في جدار الشريان، إضافةً إلى عوامل أخرى ومن ثم يصبح الشريان التاجي ذا قطر ثابت وأقل من المعتاد فيتناقص الإمداد الدموي للقلب.
الحدث الثاني وعادةً يكون تابعًا لعملية تصلُّب الشرايين، وهو الجلطات، وذلك لأن الجدار الملامس للدم المار لم يعد بالنعومة المعتادة، وأصبح سطحًا خشنًا يعرقل مرور الدم عند هذه النقاط، وبالتالي تتجمَّع بعض الصفائح وكريات الدم وبغض النظر عن حجم الجلطة، فقد تسبِّب أعراضًا واضحة وقاتلة أحيانًا لأنها تكوَّنت في شرايين قطرها صغير جدًّا مقارنةً بباقي الشرايين.
الفكرة من كتاب الذبحة الصدرية والنوبات القلبية
ماذا تفعل إن شعرت بوخزة في منتصف صدرك؟ ما الإجراء الذي يمكنك اتخاذه حينها؟ ولماذا أنت تحديدًا قد يحدث لك هذا الألم؟
يأخذنا الكاتب في جولة داخل القلب والجهاز الوعائي مبينًا الوضع التشريحي الوظيفي الطبيعي، ثم ينتقل إلى الحديث عن عوامل الخطر والأسباب التي قد تؤدي إلى أمراض الشرايين التاجية، وبعد ذلك يقدم الفروقات بين الأسباب المختلفة لألم الصدر، ثم يوضح الاختبارات المختلفة للتشخيص، وأخيرًا يذكر العلاجات الطبية والجراحية المستخدمة الآن في علاج الذبحة الصدرية والنوبات القلبية.
مؤلف كتاب الذبحة الصدرية والنوبات القلبية
الدكتور كريس دافيدسون : طبيب قلب في برايتون، وكان في السابق طبيبًا استشاريًّا في روتشديل (المملكة المتحدة)، ويتمتع بخبرة واسعة في أمراض القلب التاجية، وعمل في العديد من اللجان الوطنية لأمراض القلب والوقاية منها.
معلومات عن المترجم:
مارك عبود: مالك “ماركتك” للترجمة، مدرب وخبير معتمد في المعلوماتية الإدارية، ومؤسس جمعية سيكلامن الخيرية، وشريك في شركة “7 فِتس 7fits”، ومن أشهر الكتب التي ترجمها: الحمل، آلام الظهر، جراحة التهاب مفصلي الورك والركبة، وكلها من إصدارات سلسلة كتب “طبيب العائلة”.
سلسلة كتب طبيب العائلة: هي سلسلة مميزة من الكتب الطبية السهلة، تناقش العديد من الأمراض في شتى التخصصات، من أشهر كتبها: “آلام الظهر”، و”هشاشة العظام”، و”أمراض العيون.. المياه البيضاء والزرق”، و”داء المفاصل والروماتيزم”.