ضبط النفس
ضبط النفس
من أهم السمات التي يجب أن تسعى لتطبيقها في حياتك الزوجية هي رباطة الجأش والسلام الداخلي، وكلُّ هذا يدخل تحت مصطلح “ضبط النفس”، وهذا الأسلوب يتم الوصول إليه من خلال ثلاث طرق، فالطريقة الأولى هي تجنُّب التعليقات السلبية، وهي تجربة مهمَّة يمكنك أن تبدأ تطبيقها فورًا وتتخذ قرارًا على ألا توجِّه تعليقات سلبية أو نقدية لشريك حياتك لمدة أسبوعين، ثم لاحظ النتيجة! وبعدها سوف تشعر بالإنجاز والقوة الداخلية، فإن الإفراط في انتقاد زوجتك سوف يجعل منها شخصًا يشعر بالضيق دائمًا، وبالتالي تضطرب العلاقة، لذا درِّب نفسك على السيطرة عندما تلاحظ أنك على وشك توجيه تعليق سلبي إلى شريكتك.
وبعد ذلك يأتي مستوى أعلى في ضبط النفس، وهو التوقُّف عن تقديم ردود فعل منعكسة دفاعية، مع العلم بأن سلوك الدفاع يُمثِّل غريزة البقاء فهو طبيعة البشر، وعندما يقذفك شخص ما بالحجارة من الطبيعي أن تضع يدك أمام وجهك أو رُبما تلقي حجرًا عليه، وهذا نفسه ما تفعله بالكلمات من هجوم لفظي أو دفاع عن الذات، ولكنك يجب أن تسعى لتحسين علاقتك الزوجية، لأنك عندما تصبح دفاعيًّا حتى وإن كان الطرف الآخر هو الذي أثارها في نفسك فإنك بهذا تزيد من مستوى العداوة.
ونأتي إلى مرحلة تجنُّب الشجار، الشجار بين الزوجين هو أمر طبيعي ولا يدل على فشل العلاقة، بل إن بعض الشجارات تسهم في النمو الروحي، فالمشاجرة المفيدة هي التي تساعد على توضيح المشاعر الحقيقية والسماح لها بالانطلاق، إنها وسيلة لتفريغ الطاقة المتراكمة بداخل الجسد وإخراج شحنة الغضب، أما الشجار المدمِّر فهو الذي يكون ذا طاقة سلبية بلا فائدة، وقد يضفي طابع الكآبة على العلاقة، فقد يوجِّه أحد الزوجين إلى الآخر كلمات مؤذية بالفعل، ولا يؤدي هذا إلى حل أي مشكلة، ولا يسعى أي طرف إلى تحسين السلوك أو اتخاذ قرار، والحل هنا يكمن في تجنُّب هذه المشاجرات تمامًا، وحتى عندما يحدث ذلك انتظر حتى يهدأ الوضع بينكما أو ابتعدا لبعض الوقت حتى تستطيعا الحوار.
الفكرة من كتاب الكلام وحده لا يكفي
إن العلاقة الزوجية تحتاج إلى كثير من ممارسة الأفعال اللطيفة حتى ترتقي وتسمو وتكون سببًا لراحة الزوجين، لذا على كل طرف فيهما أن يتعلَّم كيف يتعامل بلطف ولين وكيف يجعل هذه العلاقة مصدر طاقة وشغف في حياته، ويقدِّم هذا الكتاب بعض الأفعال اللطيفة من المهم جدًّا أن يتدرَّب عليها الزوجان حتى ينعما بالراحة والاستقرار والسلام النفسي.
مؤلف كتاب الكلام وحده لا يكفي
سوزان بيدج: صحفية أمريكية وُلِدت في 12 فبراير 1951 في ويتشيتا بالولايات الأمريكية، وهي مديرة المكتب الانتخابي في واشنطن وقد غطت العديد من الحملات الانتخابية، كما أنها أجرت مقابلات مع آخر تسعة رؤساء للولايات المتحدة.