شر مكان على الأرض!
شر مكان على الأرض!
تعرفت كاترين ذات الستة عشر ربيعًا من خلال موقع “ماي سبيس” بشاب فلسطيني يقيم في الأردن، بدأت الدردشة معه برسالة “أنت وسيم”، وانتهت بخداع أمها لاستخراج جواز سفر لتذهب إلى صديقها في عمان، ثم وافقت على طلب السلطات للعودة إلى الوطن واعتذرت لوالديها. أثارت هذه الواقعة جدلًا واسعًا في مجلس النواب، وتصاعدت المطالبات بحذف المواقع المستغِلة التي تتربص بالأطفال، ولكن لم يتفقوا جميعًا على تأييد قانون الحظر ولا تحديد نوعية المواقع التي يمكن أن تتربص بالأطفال وتشكل خطرًا عليهم، وألقيت الاتهامات بسبب تزامن الانتخابات التجديدية للمجلس مع القضية المثارة، واتهام البعض باستغلالها لكسب تعاطف الأُسر. حكمت وزارة العدل بحبس آلاف من البالغين لارتكابهم عمليات “إغواء عبر الإنترنت” وإضرارهم بكثير من المراهقات. وبرر اتحاد المكتبات الأمريكية معارضة حذف المواقع بأن التعويل كله على التثقيف لا الحظر. إن كاترين حين رجعت إلى الوطن لم ينتهِ الأمر، بل كانت عازمة على العودة إلى حبيبها الفلسطيني والزواج منه بمجرد بلوغها الثامنة عشر. إن أكثر الأطفال معرضون لمشاهدة مواد إباحية على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بأسرهم. ففي الوقت الذي يعظم فيه الاتصال المفتوح، كيف يمكن السيطرة على ما يشاهده أطفالنا؟
اتسع نشر المواد الإباحية مع انتشار الشبكات واتخذت أشكالًا متعددة، وسعى مسؤولون لتعديل قوانين الاتصالات لمكافحة الإباحية، ولكن آلت جهودهم إلى الفشل بسبب التمسك بالحريات المدنية، إلى أن صدر قانون لآداب الاتصالات عام ١٩٩٦ ينص على حظر نقل مواد إباحية لمن دون الثامنة عشر، ومع صعوبة تحديد سن المستخدم ما دام الفضاء رقميًّا، عارض مرة أخرى الموسوسون بالحرية المدينة لتقضي المحكمة بعدم دستورية ذلك القانون، فلم يكن من المنطقي في زعم المحكمة أن تغلق “سوقًا قوية للأفكار مقابل خدمة عرض محدود هو حماية الأطفال من الفحشاء!”.
الفكرة من كتاب الطوفان الرقمي: كيف يؤثر على حياتنا وحريتنا وسعادتنا
قبل زمن يسير، كان الوصول إلى معلومة واحدة قد يتطلب قضاء ساعات بين الكتب، أو سؤال عديدٍ من الأشخاص. واليوم، يمكن بضغطة زِر الحصولُ على آلاف المعلومات دون أي تكاليف، ولا شك أن الانفجار الرقمي أحدَثَ تغيّرات هائلة في العالم، وجَعلَ حياتنا أيسر، ولكن تمخضت -في المقابل- مشكلات عويصة لانتشار البيانات وإتاحتها للجميع. فمَن الصيَّاد الذي يوجّه شبكة الإنترنت؟ ومن الأسماك التي تقع في فخاخها تحت تأثير بريق المعلومات المتاحة بالمجان؟! ربما تجد الإجابة في هذا الكتاب وربما يزيدها تعقيدًا، لكنك ستندهش من الوصف الرائع لمظاهر الانفجار الرقمي، الإيجابية منها والسلبية، التي لن تتمكن من الحكم عليها بالإيجاب أو السلب.
مؤلف كتاب الطوفان الرقمي: كيف يؤثر على حياتنا وحريتنا وسعادتنا
– هال أبلسون: أستاذ العلوم وهندسة الكمبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وزميل جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات. أسهم في قيادة مبادرات مبتكَرة في مجال تكنولوجيا التعليم مثل مبادرة «OpenCourseWare» في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كما شارك في تأسيس منظمة المشاع الإبداعي وجمعية المعرفة العامة.
من مؤلفاته:
App Inventor: create your own android apps.
– هاري لويس : العميد السابق لجامعة هارفارد، وزميل مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع، ويشغل كرسي أستاذية جوردون مكاي لعلوم الكمبيوتر في جامعة هارفارد.
من مؤلفاته:
Excellence without a soul: Does liberal education have a future?
– كين ليدين : رئيس مجلس إدارة مؤسسة “نيفو تكنولوجيز” والرئيس التنفيذي لها، كما كان عضوًا في مجالس إدارة العديد من شركات التكنولوجيا.
– المترجم أشرف عامر: ألف “أسرار عالم الترجمة”، وترجم كتبًا منها: “الكوارث العالمية.. مقدمة قصيرة جدًا”.