إبرة في كومة القش!
إبرة في كومة القش!
تتسع صفحات الويب دون نظام بما لا يصلح معه وضعها في بنية متناسقة، لكننا لا نبحث عن المواقع بقدر ما تهمنا المعلومات نفسها حيث وُجدت. والبحث المستخدم يمثل قدرته على إيجاد ما يريده، وبالنسبة إلى المتحكم في محرك البحث يمثل تحديد ما يراه المستخدم، فنتائج البحث عن كلمة “ديموقراطية” تختلف في الصين عنها في أمريكا. وليس الويب كالمكتبة بل أشبه بسوق هائجة لبلايين الأفكار والوقائع، وتؤدي محركات البحث دور الوسيط بين من يملك المعلومات ومن يريدها، أي أن نجاحها يعتمد على قدرة الوصول لا جودة المعلومات، وتساعدنا أيضًا على معرفة أشياء لم نكن نعرف أنها موجودة.
تمر عملية البحث بسبع خطوات مرتبة هي: جمع المعلومات، إذ يزور محرك البحث المواقع القديمة والجديدة باستمرار، وحفظ نسخ مكررة منها، وإنشاء فهرس ضخم (كفهرس للكلمات الموجودة على صفحات الويب)، وهذه الثلاث خطوات قبل طرح السؤال الذي تريد إجابة له، وعند طرحه يستوعب محرك البحث سؤالك، ويحدد صلته بالإجابات المتاحة ثم يرتبها حسب الأهمية والصلة، وأخيرًا يعرض النتائج. ومع ذلك قد لا تجد ما يرضيك فتتهم نفسك بسوء اختيار الألفاظ أو عدم أهمية ما تبحث عنه، وهو اتهام غير صحيح في الغالب، فمحركات البحث لا ترى كل شيء أو تحتاج إلى توجيه معين لطريقة البحث (جرّب مثلًا أن تضع كلمات البحث بين علامتي تنصيص).
ليست محركات البحث واحدة فقد أظهرت دراسة مقارنة بين أربعة محركات هي: جوجل وياهو وآسك وإم إس إنّ، أن نسبة التشابه في نتائج الصفحة الأولى لم تتجاوز ١٢٪، أي أن الاكتفاء بمحرك بحث واحد قد يحرمك نتائج مهمة. وتتنافس مواقع الويب لتحسين ترتيبها في نتائج البحث لزيادة الإقبال عليها بأساليب مشروعة وغير مشروعة، كما تسعى المواقع المشبوهة (كالإباحية) خداع خوارزميات البحث لتظهر كأنها روابط مشروعة. وترتيب النتائج قد لا يعني المستخدم كثيرًا ولكنه مهم جدًّا بالنسبة إلى المواقع، وتعتبر مسألة رأي خاصة بالمحرك، وتعتمد على أشياء كثيرة معقدة ولكن رأي جوجل يعد الخيار الأمثل لأغلب مستخدمي الويب.
الفكرة من كتاب الطوفان الرقمي: كيف يؤثر على حياتنا وحريتنا وسعادتنا
قبل زمن يسير، كان الوصول إلى معلومة واحدة قد يتطلب قضاء ساعات بين الكتب، أو سؤال عديدٍ من الأشخاص. واليوم، يمكن بضغطة زِر الحصولُ على آلاف المعلومات دون أي تكاليف، ولا شك أن الانفجار الرقمي أحدَثَ تغيّرات هائلة في العالم، وجَعلَ حياتنا أيسر، ولكن تمخضت -في المقابل- مشكلات عويصة لانتشار البيانات وإتاحتها للجميع. فمَن الصيَّاد الذي يوجّه شبكة الإنترنت؟ ومن الأسماك التي تقع في فخاخها تحت تأثير بريق المعلومات المتاحة بالمجان؟! ربما تجد الإجابة في هذا الكتاب وربما يزيدها تعقيدًا، لكنك ستندهش من الوصف الرائع لمظاهر الانفجار الرقمي، الإيجابية منها والسلبية، التي لن تتمكن من الحكم عليها بالإيجاب أو السلب.
مؤلف كتاب الطوفان الرقمي: كيف يؤثر على حياتنا وحريتنا وسعادتنا
– هال أبلسون: أستاذ العلوم وهندسة الكمبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وزميل جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات. أسهم في قيادة مبادرات مبتكَرة في مجال تكنولوجيا التعليم مثل مبادرة «OpenCourseWare» في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كما شارك في تأسيس منظمة المشاع الإبداعي وجمعية المعرفة العامة.
من مؤلفاته:
App Inventor: create your own android apps.
– هاري لويس : العميد السابق لجامعة هارفارد، وزميل مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع، ويشغل كرسي أستاذية جوردون مكاي لعلوم الكمبيوتر في جامعة هارفارد.
من مؤلفاته:
Excellence without a soul: Does liberal education have a future?
– كين ليدين : رئيس مجلس إدارة مؤسسة “نيفو تكنولوجيز” والرئيس التنفيذي لها، كما كان عضوًا في مجالس إدارة العديد من شركات التكنولوجيا.
– المترجم أشرف عامر: ألف “أسرار عالم الترجمة”، وترجم كتبًا منها: “الكوارث العالمية.. مقدمة قصيرة جدًا”.