لا تجعلهم يخدعونك!
لا تجعلهم يخدعونك!
يحتوي برنامج ميكروسوفت وورد على خاصية “تعقب التغييرات”، التي تُسجل كل التغييرات ومواعيدها وهوية مُجريها، وللمحرر التحكم في من يستطيع رؤيتها وطريقة رؤيته لها. وفي ٢٠٠٥ اتهمت منظمة الأمم المتحدة سوريا باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وكان تقرير المنظمة يدّعي تورط ماهر الأسد بنفسه في العملية، لكن النسخة التي سُلمت للصحافة حذف منها هذا الادعاء، ونسي محرر التقرير حذف سجل التغييرات في نسخته الخاصة، مما أمكن أحد المراسلين من الاطلاع على النص المحذوف. يتضمن إرسال مستند عبر البريد الإلكتروني أوصافًا بيانية مثل اسم جهاز المرسِل وتاريخ إنشاء الملف. وقد تكون لهذه المعلومات عواقب وخيمة، فعندما أصدرت حكومة توني بلير توثيقًا لأمر انضمامها للحرب الأمريكية في العراق، ظهر أن جزءًا كبيرًا منه مسروق من رسالة دكتوراه، وأنشأه موظفون في وحدات دعاية تابعة لتوني بلير وليس في وزارة الخارجية.
في حين يتخوف البعض من تحول المنتجات التجارية إلى معيارية، يفضل آخرون إنشاء مستندات ذات صيغ معيارية، فمثلًا صيغة مايكروسوفت doc لا تمنع منافسيها من استعمال صيغتها كمستند معياري، ولكن اعتماد المنافسين على صيغة ليس لهم عليها سلطان له مخاطر كبيرة، وترخيص كل منتج من حزم مايكروسوفت يكلف الملايين. ولذلك لجأ الاتحاد الأوروبي إلى استخدام “أوبن دكيومنت” لتوفير المال، وعندما حاولت ولاية ماساتشوستس ذلك، اعترضت مايكروسوفت لأنها أبرمت عقودًا مع الولاية علاوة على اعتبارات أخرى فلم يفلح الأمر.
يمنع القانون الأمريكي استغلال الأطفال في الإباحية، ومن ثمَ حظر الكونجرس رسومًا إباحية لأطفال من وحي خيال مصمم، ولكن المحكمة العليا اعترضت، لأن الصور الاصطناعية ضمن إطار حرية التعبير التي يكفلها الدستور، وبذلك تتوه القوانين بسبب الجدل القائم بين حدود الواقعي والافتراضي.
يُستغل فن إخفاء المعلومات للتمويه، مثلما حدث خلال الحرب العالمية عندما أرسلت سفارة ألمانيا في واشنطن رسالة إلى العاصمة برلين تبدو عادية، ولكن بتجميع الحرف الأول من كل كلمة يظهر اسم سفينة تابعة للبحرية الأمريكية. والآن تتوافر أدوات سهلة ومجانية لإخفاء المعلومات، مثل تغيير القيم اللونية لبكسلات صورة إباحية. وما زالت برامج الكشف عنها محدودة القدرات.
الفكرة من كتاب الطوفان الرقمي: كيف يؤثر على حياتنا وحريتنا وسعادتنا
قبل زمن يسير، كان الوصول إلى معلومة واحدة قد يتطلب قضاء ساعات بين الكتب، أو سؤال عديدٍ من الأشخاص. واليوم، يمكن بضغطة زِر الحصولُ على آلاف المعلومات دون أي تكاليف، ولا شك أن الانفجار الرقمي أحدَثَ تغيّرات هائلة في العالم، وجَعلَ حياتنا أيسر، ولكن تمخضت -في المقابل- مشكلات عويصة لانتشار البيانات وإتاحتها للجميع. فمَن الصيَّاد الذي يوجّه شبكة الإنترنت؟ ومن الأسماك التي تقع في فخاخها تحت تأثير بريق المعلومات المتاحة بالمجان؟! ربما تجد الإجابة في هذا الكتاب وربما يزيدها تعقيدًا، لكنك ستندهش من الوصف الرائع لمظاهر الانفجار الرقمي، الإيجابية منها والسلبية، التي لن تتمكن من الحكم عليها بالإيجاب أو السلب.
مؤلف كتاب الطوفان الرقمي: كيف يؤثر على حياتنا وحريتنا وسعادتنا
– هال أبلسون: أستاذ العلوم وهندسة الكمبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وزميل جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات. أسهم في قيادة مبادرات مبتكَرة في مجال تكنولوجيا التعليم مثل مبادرة «OpenCourseWare» في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كما شارك في تأسيس منظمة المشاع الإبداعي وجمعية المعرفة العامة.
من مؤلفاته:
App Inventor: create your own android apps.
– هاري لويس : العميد السابق لجامعة هارفارد، وزميل مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع، ويشغل كرسي أستاذية جوردون مكاي لعلوم الكمبيوتر في جامعة هارفارد.
من مؤلفاته:
Excellence without a soul: Does liberal education have a future?
– كين ليدين : رئيس مجلس إدارة مؤسسة “نيفو تكنولوجيز” والرئيس التنفيذي لها، كما كان عضوًا في مجالس إدارة العديد من شركات التكنولوجيا.
– المترجم أشرف عامر: ألف “أسرار عالم الترجمة”، وترجم كتبًا منها: “الكوارث العالمية.. مقدمة قصيرة جدًا”.