مفهوم الذات للطفل
مفهوم الذات للطفل
تتكوَّن ذات الطفل تِبعًا للقيم والأحكام التي يحتكم بها وتعتمد في مصادرها على الخبرة والسلوك، وفي الإسلام لكي تكون ذات الإنسان سوية ولديه تقدير ذات مُتزن عليه أن يتخلَّص من الحقد والخُبث والغيرة في قلبه، وأي مشاعر سلبية حتى لا يقع في صراعات بين قيمه وما يمزِّق نفسيته، فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “لا يدخل الجنة من كان في قلبهِ مثقال ذرة من كِبرٍ”، وأيضًا: “أحب لأخيك المؤمن ما تحبه لنفسك”، وهذا كله يعطينا سلامًا نفسيًّا ذاتيًّا متوافقًا مع القيم والأحكام فتسلم صحتنا النفسية من كل سوء وتكدير.
وقد توصَّل علماء النفس إلى مكونات الشخصية السوية ومنها: أن يكون الشخص عاملًا للخير لأجل الناس أجمعين وخدمتهم بسلامة نفس وحُب، ولديه وعي في علاقته مع الوجود، يُدرك قدراته ويملك قدرًا كافيًا من ثقته بنفسه، ويملك شخصية منسجمة متكاملة، وواقعيًّا لكن لديه نظرة إيجابية للوضع الحالي والمستقبل، وعالم النفس وولمان يرى أن الصحة النفسية للفرد تكون سليمة بقدر معرفته بقدراته الجسدية والنفسية وحدوده وقيمة ما يفعله، أما عالم النفس شنايدرز فقد وضع معايير للصحة النفسية، ومنها: المفهوم السليم للذات، والوعي بالذات، والعلاقة المُلائمة مع الذات.
وجاءت دراسات عديدة في علم النفس وعلم السلوك مُبينة أن الفرد يكون صاحب شخصية سوية وصحة نفسية مُتزنة حين يتصف بالاستقلال الذاتي، وله علاقة متزنة مع ذاته، فكل سلوك سوي للفرد وراءه دافع وفكر قائم عليه، وكل ذلك يدل على مدى قدرته لفهم ذاته وحدوده، فالإنسان يستطيع الموازنة حين يُدرك الدوافع التي تسوقه إلى سلوكياته تلك.
ويقول الدكتور الأشول عن مفهوم الدافع: “عبارة عن قوة محركة موجهة يشير إلى هدف أو غاية معينة وتأتي أهمية الدوافع في كونها أساس التعلم واكتساب الخبرة، كما أنها الأساس في اتصال الفرد بالعالم المحيط به، فشخصية الفرد في جزء منها على الأقل، تقوم على أساس تنظيم الدوافع، وعلى أساس الطريقة التي تعلَّم الفرد أن يشبع بها دوافعه”.
الفكرة من كتاب كيف أتعامل مع طفلي؟
بنسبة كبيرة علينا أن ندرك أن علم التربية قائم على التعلم وغرس القيم من قِبل الوالدين أو حتى المعلمين وكل مُختص أو شخص يتعامل مع أطفال بشكل تعليمي أو تربوي، وأصعب مرحلة في مراحل التربية هي المرحلة الأولى للطفولة المبكرة عند الوالدين؛ لذا عليهما التنبُّه لسلوكيات أطفالهم وفهمها وفهم كيفية التعامل معها بشكل صحيح لكيلا يترك أثرًا سيئًا بالطفل، وفي كتابنا هذا يضع الكاتب بين أيدينا مشاكل التربية وكيفية التعامل مع سلوكيات الأطفال ومراحل نمو الطفل ومراحل إدراكه.
مؤلف كتاب كيف أتعامل مع طفلي؟
الدكتور بديع عبد العزيز القشاعلة: كاتب وشاعر فلسطيني من مواليد عام 1975 في النقب، وأكمل درجة الماجستير في علم النفس الكليني بامتياز، وكتب رسالة الدكتوراه في علم النفس الطبي والسيكوفيزيولوجي، وهو رئيس قسم التربية الخاصة في الكلية.
حاصل على الإجازة من وزارة الصحة للعمل أخصائيًّا نفسيًّا تربويًّا متخصِّصًا، وقد عمل زمناً طويلاً في قسم الخدمات النفسية في مدينة رهط، ويعمل أيضاً اليوم كمدير قسم رياض الأطفال في بلدية رهط، ويدرِّس في الكلية الأكاديمية للتربية على اسم “كي” في بئر السبع لتأهيل المعلمين مواد علم النفس والتربية الخاصة والتربية بصورة عامة، وهو كذلك مرشد تربوي.
له العديد من الدواوين الشعرية منها: “صخب كلمات”، و”عنفوان الهمس”، و”ذاكرة المطر”، و”أنين الصمت”، و”وجع الروح، و”عبر نافذة الوطن”.
وله أيضاً مؤلفات في علم النفس منها: “جولة في علم النفس”، و”زوايا إسلامية من وجهة نظر سيكولوجية”، و”طفلي مشكلجي”، و”تحديات”.
وله مجموعتان قصصيتان: “السائر في الدرب”، و”حكايات من مدرسة”.