أثر مُعاملة الوالدين
أثر مُعاملة الوالدين
يقول الدكتور عادل الأشول: “والوليد البشري في حالة يمكن وصفها بالجهل التام، ولكن سرعان ما يكتسب معلومات عن نفسه وقدراته وميوله وعالمه وطبيعته وقواعده، وهو لا يملك مفاهيم الصواب والخطأ، ومن خلال التنشئة الاجتماعية والأسرية يكتسب هذه المفاهيم التي تعطيه القدرة على التعامل مع الحياة”، لذا فالبيئة لها أثر عظيم فيه.
وبشكل خاص مُعاملة الوالدين له هي أولى علاقاته التي تبدأ منذ مولده وتُبنى على الرعاية والتربية، لذا فإن لها الأثر التنموي الأكبر في شخصيته ونفسيته وعقله، وبُناءً على ذلك يجب عليهما الحرص في تجنُّب تعاملاتهما السيئة له لأن لها آثارًا سلبية كبيرة، ومن هذه التعاملات: التسلُّط في التربية على الطفل دون مراعاة لرغباته فيصبح تابعًا يحقِّق رغباتهما، كما يصير خجولًا وليس له استقلال شخصي، وأيضًا الاستخفاف بقدرات الطفل والسخرية من رغباته، يحطِّم من ثقته بنفسه ويجعله طفلًا خجولًا ولا يستطيع التصرُّف في مواقف حياته، والقلق المبالغ فيه على الطفل (حيث تتم تربيته على القلق المبالغ فيه تجاه الحياة) يضعف ثقته بنفسه، وأيضًا رغبة الأهالي المبالغ فيها في التباهي بإنجازات طفلهم الكاملة والمثالية وعدم الاهتمام بما يريد تحقيقه ورغبتهم السريعة في رؤية نتائج تربيتهم، فهذا كله يزيد عند الطفل الخجل والسعي المبالغ لإرضاء الوالدين فيما يرغبان له فيه حتى لو لم يرغبه، ويخاف كثيرًا من المجتمع وأحكامه عليه ويُسبِّب له ضعفًا في قدراته وثقته بنفسه والمبادرة لديه ويزيد من فتوره، وأيضًا اهتمام الأهل المبالغ برأي الناس في أولادهم يُسبِّب للطفل انتظار مدح الناس أو الخوف من ذمهم لكل عمل.
كما أنه يجب على الوالدين إشباع حاجة أطفالهما إلى الحب، أو كما يسمى بالمصطلح النفسي “الجوع العاطفي”، فهو يريد أن يحب ويشعر أنه محبوب ومقبول ممن هم حوله، وإظهار هذا بفعل وقول مع مراعاة المساواة بين الأبناء، فقد أشار الإسلام في مواضع كثيرة إلى معاملة الأطفال بودٍّ وحُب وتدليلهم واللعب معهم وتقبيلهم لأنهم يحتاجون ذلك من والديهم، ونتجنَّب قول الكلمات المحبطة لهم والسخرية منهم ومن مشاعرهم.
الفكرة من كتاب كيف أتعامل مع طفلي؟
بنسبة كبيرة علينا أن ندرك أن علم التربية قائم على التعلم وغرس القيم من قِبل الوالدين أو حتى المعلمين وكل مُختص أو شخص يتعامل مع أطفال بشكل تعليمي أو تربوي، وأصعب مرحلة في مراحل التربية هي المرحلة الأولى للطفولة المبكرة عند الوالدين؛ لذا عليهما التنبُّه لسلوكيات أطفالهم وفهمها وفهم كيفية التعامل معها بشكل صحيح لكيلا يترك أثرًا سيئًا بالطفل، وفي كتابنا هذا يضع الكاتب بين أيدينا مشاكل التربية وكيفية التعامل مع سلوكيات الأطفال ومراحل نمو الطفل ومراحل إدراكه.
مؤلف كتاب كيف أتعامل مع طفلي؟
الدكتور بديع عبد العزيز القشاعلة: كاتب وشاعر فلسطيني من مواليد عام 1975 في النقب، وأكمل درجة الماجستير في علم النفس الكليني بامتياز، وكتب رسالة الدكتوراه في علم النفس الطبي والسيكوفيزيولوجي، وهو رئيس قسم التربية الخاصة في الكلية.
حاصل على الإجازة من وزارة الصحة للعمل أخصائيًّا نفسيًّا تربويًّا متخصِّصًا، وقد عمل زمناً طويلاً في قسم الخدمات النفسية في مدينة رهط، ويعمل أيضاً اليوم كمدير قسم رياض الأطفال في بلدية رهط، ويدرِّس في الكلية الأكاديمية للتربية على اسم “كي” في بئر السبع لتأهيل المعلمين مواد علم النفس والتربية الخاصة والتربية بصورة عامة، وهو كذلك مرشد تربوي.
له العديد من الدواوين الشعرية منها: “صخب كلمات”، و”عنفوان الهمس”، و”ذاكرة المطر”، و”أنين الصمت”، و”وجع الروح، و”عبر نافذة الوطن”.
وله أيضاً مؤلفات في علم النفس منها: “جولة في علم النفس”، و”زوايا إسلامية من وجهة نظر سيكولوجية”، و”طفلي مشكلجي”، و”تحديات”.
وله مجموعتان قصصيتان: “السائر في الدرب”، و”حكايات من مدرسة”.