نمو الطفل الوليد
نمو الطفل الوليد
تتطوَّر مرحلة الطفولة بسرعة في نمو تكويناتها مثل: التكوين الجسدي، والفكري، والاجتماعي واللغوي، والحسي، وغيرها، وكل تكوين له مرحلة عُمرية معينة، فمثلًا الطفل الوليد يُولد بانعكاسات فطرية فيه مثل: انعكاس غلق العين، والقبض باليد، وانعكاس بابنسكي، ويكون عند لمس قدم الطفل من الأسفل تتفتَّح أصابعه إلى الخارج، ثم تنكمش ويتوقف عنده بين الشهر الثامن والعام الأول من عمره لأن هذا الانعكاس تمهيد للمشي مستقبليًّا، وميل الرأس لمناطق اللمس ليساعده في الرضاعة، ويكون في أول ثلاثة أسابيع من عمره، وانعكاس امتصاص الحليب، وانعكاس المشي، وانعكاس الرقبي؛ أي اتخاذه وضعية المقاتل، وينتهي في العام الأول عنده.
كما أن الطفل الوليد في شهوره الأولى مُتقلب في وزنه وطوله، وينمي حركاته الجسدية، وأيضًا الحواس الخمس لها تكوينات مختلفة بعضها عن بعض، فمثلًا: اللمس له تأثير كبير في تكوينه الجسدي، إذ إن الطفل الذي يحصل على تدليك يومي لعدة مرات يزداد وزنه، وهناك دراسات أشارت بأن الطفل يملك حاسة الألم، ومن حواسه الفطرية المتطوِّرة منذ ولادته الشم والتذوق والسمع، أما حاسة البصر فهي أقلها في التطور وتظل في تطور حتى بعد الولادة.
ويقول الطبيب محمد إسماعيل عن مدى وكيفية تطور النمو المعرفي عند الطفل: “ويرتبط النمو المعرفي بالظروف البيئية المؤدية إلى الاستثارة الحسية والاستثارة الانفعالية الاجتماعية”، وفي الإسلام ذُكِر ارتباطه بالعُمر مثلما في حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): “مروا أولادكم بالصلاة إذا بلغوا سبعًا”، فهو يتطوَّر من مرحلة تقليد من حوله إلى مرحلة الاستقلالية ليكون هو المؤثر الفعال مثلما يفعل عندما يزداد ضجيجه ورمي ألعابه، وأيضًا تتطوَّر عنده مراحل اللغة، فتبدأ بالصراخ ثم المناغاة، أي تكرار الصوت، ثم تقليد الصوت، ثم مرحلة المعاني، أي يعطي لكل صوت معنى من خلال تفاعله مع البيئة المحيطة به.
الفكرة من كتاب كيف أتعامل مع طفلي؟
بنسبة كبيرة علينا أن ندرك أن علم التربية قائم على التعلم وغرس القيم من قِبل الوالدين أو حتى المعلمين وكل مُختص أو شخص يتعامل مع أطفال بشكل تعليمي أو تربوي، وأصعب مرحلة في مراحل التربية هي المرحلة الأولى للطفولة المبكرة عند الوالدين؛ لذا عليهما التنبُّه لسلوكيات أطفالهم وفهمها وفهم كيفية التعامل معها بشكل صحيح لكيلا يترك أثرًا سيئًا بالطفل، وفي كتابنا هذا يضع الكاتب بين أيدينا مشاكل التربية وكيفية التعامل مع سلوكيات الأطفال ومراحل نمو الطفل ومراحل إدراكه.
مؤلف كتاب كيف أتعامل مع طفلي؟
الدكتور بديع عبد العزيز القشاعلة: كاتب وشاعر فلسطيني من مواليد عام 1975 في النقب، وأكمل درجة الماجستير في علم النفس الكليني بامتياز، وكتب رسالة الدكتوراه في علم النفس الطبي والسيكوفيزيولوجي، وهو رئيس قسم التربية الخاصة في الكلية.
حاصل على الإجازة من وزارة الصحة للعمل أخصائيًّا نفسيًّا تربويًّا متخصِّصًا، وقد عمل زمناً طويلاً في قسم الخدمات النفسية في مدينة رهط، ويعمل أيضاً اليوم كمدير قسم رياض الأطفال في بلدية رهط، ويدرِّس في الكلية الأكاديمية للتربية على اسم “كي” في بئر السبع لتأهيل المعلمين مواد علم النفس والتربية الخاصة والتربية بصورة عامة، وهو كذلك مرشد تربوي.
له العديد من الدواوين الشعرية منها: “صخب كلمات”، و”عنفوان الهمس”، و”ذاكرة المطر”، و”أنين الصمت”، و”وجع الروح، و”عبر نافذة الوطن”.
وله أيضاً مؤلفات في علم النفس منها: “جولة في علم النفس”، و”زوايا إسلامية من وجهة نظر سيكولوجية”، و”طفلي مشكلجي”، و”تحديات”.
وله مجموعتان قصصيتان: “السائر في الدرب”، و”حكايات من مدرسة”.