ثلاثية العبقرية ورباعية التعلم
ثلاثية العبقرية ورباعية التعلم
الفضول أولًا وكثرة الأسئلة رغبةً في اكتشاف كل شيء يدور حوله، هو الشرارة ومحرك الإبداع الأول لدى الطفل، طرح الأسئلة على الطفل أو طرحه هو المستمر للأسئلة يحرك عقله ويفتح له قنوات جديدة ويوسع مداركه، ولو كان السؤال حتى: “برأيك يا صغيري كيف تعمل هذه المروحة؟”.
ثم يأتي الخيال، وهو كما تقول الكاتبة: أكسجين الإبداع، فالخيال يضيف لمسة خاصة على المعاني المجردة أو القصص الخالية من الصور الملونة، نعم قد تبدو خيالات الأطفال في أحيان كثيرة غير منطقية أو معقولة، لذا لا بد من التعامل العاقل معها، لأن أي تعنيف من شأنه أن يكبح تلك الهبة لديهم فيتوقفون عن استعمالها خوفًا، ونحن بهذا نُغلق أمامهم بابًا واسعًا جدًّا للإبداع.
إن النتيجة الطبيعية لترك فضول أطفالنا حرًّا في مساحة لا ضرر فيها ولا ضرار مع السماح بمساحة من الخيال لهم يهيمون فيها، أن يصلوا إلى الاستقلالية والثقة في أنفسهم وفي قدراتهم ويتمكنون من التعبير عن آرائهم بشكل إبداعي بَدَهي مبني على تجارب وخبرات صغيرة سابقة لم يُكبح فيها جماح أسئلتهم ولم يُتسلَّط فيها على براءة خيالهم.
الحافز والتركيز والفهم والذاكرة، أربعة مقوِّمات أخرى للعبقرية والتعلُّم، والتحفيز والتشجيع والمديح والإلهام وبخاصةٍ ممن يعتبرهم الطفل قدواته الأساسية، كالوالدين أو الإخوة أو المعلمين، تساعد الطفل على المضي قدمًا فيما يفعله وتحببه فيه أكثر وتقوده إلى التحسين فيه والإضافة عليه، فنحن حين نقول لأحد أبنائنا: “إن ما تفعله جيد جدًّا، وإذا واصلت السعي يمكنك أن تحقق مراكز عالية وتصل إلى أوضاع مرموقة” نشعل لديه فتيل الحماسة للاستمرار وبذل الجهد.
كثير منا أيضًا يطير طربًا بعلامات ابنه المرتفعة في المدرسة ولا يعلم هل حقًّا قد فهم طفله كل ما يتلقاه؟ فالعلامات العالية ليست دليلًا على الفهم، ولذا كان من المهم التحقق من كفاءة هذه العملية والسعي المستمر وراء تعريض الطفل لأكبر قدر من المواقف التي تظهر فيها طريقته لحل المشاكل والخروج من الأوضاع المختلفة، إضافةً إلى زرع الإيجابية في نفسه، وأنه إن حاول وسعى وتعب فحتمًا سيصل حتى لو أخفق في المنتصف.
وأخيرًا الذاكرة، منجم الذهب ومستودع الجواهر، والتي نستطيع الاستفادة منها وتنميتها بتهيئة حياة روتينية صحية وبالأدوات التعليمية التي تسمح لخيال الطفل بالانطلاق.
الفكرة من كتاب أيقظي العبقرية الكامنة في طفلك
معجزة الرياضيات الهندية تعلِّمنا كيف نصنع من أبنائنا معجزات مماثلة، بل وربما أفضل، وفي مجالات متنوعة، فأطفالنا يولدون بفطرة نقية جاهزة للكتابة عليها وتربة خصبة جاهزة للإثمار، فالفكرة تكمن في ماذا نكتب وبماذا نسقي؟
مؤلف كتاب أيقظي العبقرية الكامنة في طفلك
شاكونتالا ديفي: “الحاسوب الإنسان أو الكمبيوتر البشري”، هكذا لُقِّبت لبراعتها في الرياضيات، دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية على الرغم من أنها تركت الدراسة بعد عامين فقط لمساعدة أسرتها في أعمال السيرك بالهند، بلغ من براعتها أن تفوَّقت على الحاسوب في عدة تحديات معه، ومنها حلها لمعادلة رياضية في 50 ثانية فقط في حين أن الكمبيوتر قام بحلها في 62 ثانية!
ألَّفت العديد من الكتب الخاصة بالرياضات والفك، كما أسست العديد من المدارس أيضًا لتعليم الرياضيات للأطفال بطريقة ممتعة، ومن مؤلفاتها:
Books of numbers
Puzzles to puzzles you
Astrology for you
معلومات عن المترجمة:
عبير زياد الطباع