يوم في حياة العبقري الصغير
يوم في حياة العبقري الصغير
إن الإنجازات العظيمة والثمار الناضجة لا يُتحصَّل عليها بين ليلة وضحاها، وإنما هي نتاج عمل دؤوب وبيئة جيدة صحية وروتين دائم وإن كان قليلًا، وهكذا نحن البشر تُطبق علينا نفس السنن والقواعد الطبيعية الربانية.
الروتين اليومي والبيئة المهيئة للطفل تساعد على تفجير الإبداعات والطاقات بداخله، ابتداءً من النوم المبكر، فهو يحتاج إلى ثماني ساعات ليرتاح فيها جسده وعقله ويستعد ليوم جديد يتلقَّى فيه كمًّا جديدًا من المفردات، ويكتسب عاداتٍ جديدة وخبراتٍ يضيفها إلى رصيده السابق، والنوم مبكرًا يستلزم بطبيعة الحال الاستيقاظ مبكرًا، وهذا الأمر عجيب حقًّا لمن داوم عليه، ففي ساعات الصباح الأولى بركة لا يعرفها إلا من جرَّبها وداوم عليها، تلك الساعات تضيف يومًا إلى يومك وكأن يومك الواحد يحتوي يومين! فالناجحون ما وصلوا إلى ما هم عليه من إنجازات إلا وستجد في سيَرهم ذِكرًا لهذه الساعات الأولى من النهار.
ثم إن كان الطفل مقيدًا في مدرسة أو يتلقى تعليمًا منزليًّا، فمن المهم أن يقوم بأداء واجباته بنفسه في مكتبه الصغير المهيَّأ له والمُعَد بعناية وبه إضاءة جيدة وأوراق وأقلام مبهجة وملوَّنة، وفي مكان هادئ في المنزل، وربما يكون مزوَّدًا بمكتبة صغيرة تحوي كتبًا مناسبة له تساعده على البحث عما لا يعرفه، فيكتسب بذلك مهارة البحث وإثراء المعرفة.
من المهم أن توجد وجبة خلال اليوم يجتمع حولها أفراد العائلة إن لم تكن كل الوجبات، ولكن على الأقل وجبة واحدة يتناولون خلالها أطراف الحديث، ويتناقشون حول تفاصيل يوم كل واحد منهم، ويستمع بعضهم لبعض باهتمام، وقد يطرحون قضية يجمعون فيها الآراء أو يتخذون فيها قرارًا.
والترفيه خلال اليوم مهم أيضًا، وذلك لما يصيبهم من ملل سريع، كما أن له فوائد أخرى، ففي الألعاب الجماعية مثلًا مع الأصدقاء أو الجيران تنمو لدى الطفل العلاقات الاجتماعية، ويكتسب بعض الخبرات العامة في التعامل مع الآخر، أما الألعاب التي تُلعب في المنزل مع والديه أو إخوته تنمِّي المشاركة، وبحسب نوع اللعبة أيضًا قد يكسب فائدة أخرى، وهي تنمية ذكائه أو إثراء معلوماته.
وقت النوم والراحة يمكن استغلاله في حكاية قصة أو مراجعة موقف ما من مواقف اليوم واستنباط بعض الدروس منه.
ليست هذه الأمور مما يحتاجها العبقري الصغير وحده، فنحن الكبار أيضًا ينبغي أن يكون لنا نصيب منها وإن تجاوزنا مرحلة الطفولة حتى!
الفكرة من كتاب أيقظي العبقرية الكامنة في طفلك
معجزة الرياضيات الهندية تعلِّمنا كيف نصنع من أبنائنا معجزات مماثلة، بل وربما أفضل، وفي مجالات متنوعة، فأطفالنا يولدون بفطرة نقية جاهزة للكتابة عليها وتربة خصبة جاهزة للإثمار، فالفكرة تكمن في ماذا نكتب وبماذا نسقي؟
مؤلف كتاب أيقظي العبقرية الكامنة في طفلك
شاكونتالا ديفي: “الحاسوب الإنسان أو الكمبيوتر البشري”، هكذا لُقِّبت لبراعتها في الرياضيات، دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية على الرغم من أنها تركت الدراسة بعد عامين فقط لمساعدة أسرتها في أعمال السيرك بالهند، بلغ من براعتها أن تفوَّقت على الحاسوب في عدة تحديات معه، ومنها حلها لمعادلة رياضية في 50 ثانية فقط في حين أن الكمبيوتر قام بحلها في 62 ثانية!
ألَّفت العديد من الكتب الخاصة بالرياضات والفك، كما أسست العديد من المدارس أيضًا لتعليم الرياضيات للأطفال بطريقة ممتعة، ومن مؤلفاتها:
Books of numbers
Puzzles to puzzles you
Astrology for you
معلومات عن المترجمة:
عبير زياد الطباع