أنا وطفلي نقرأ ونتعلم
أنا وطفلي نقرأ ونتعلم
أن يجعل الناس من أبنائهم عباقرة وعظماء، وأن يفجروا الطاقات الإبداعية لديهم هو عمل وموهبة يمكن أن تتكون لدى أي أم أو أب، فكل واحد منا يمثل قدوة ونموذجًا يحتذي به ابنه في كل شيء، إيجابيًّا كان أم سلبيًّا، وتربية وتعليم أنفسنا لصالح أبنائنا أمر في استطاعتنا جميعًا وواجب لمن أراد أن يستخرج من ابنه طاقاته المدفونة.
الكتب والقصص (القراءة عامة) من الأمور الفعالة جدًّا في عملية التعليم، وهي تثري المشاركة بين الأبوين والطفل بشكل كبير جدًّا، تخيل أنك تستقطع جزءًا من وقتك في يوم طويل تجلس فيه مع طفلك قبل النوم مثلًا باعتباره أفضل الأوقات بالتجربة، وتحضر قصة أو كتابًا يحوي بعضًا من الصور _لتفعيل ملكة الخيال لديه_ فتبدآن معًا وتكتشفان القصة، ثم فجأة يَجِدُك طفلك تغير من نبرة صوتك مع اختلاف الأحداث، وقد تستعملان الدمى والألعاب للتمثيل، وفي النهاية يجري حوار شيق بينكما حول ما قرأتماه، وتلك العملية بالطبع مثرية للغاية وفعالة من عدة جوانب، وكلما كان عدد الشخصيات أقل وتسلسل الأحداث بسيطًا انجذب الطفل إلى الاستماع، وصُرف عنه التشتت والملل.
القصص أيضًا تعرِّفه على عوالم أخرى لا يعرفها وبيئات يعيش ولم يسمع عنها، وتفتح له مجالات ربما يهواها فيما بعد أو يحب أن يدرسها أو يعمل فيها، بل وتعطيه خبرة في فهم الشخصيات التي يتعامل معها إسقاطًا على ما قرأه، وربما اتخذ من إحداها قدوة، لذا من المهم الاهتمام بجانب الحكايات والقصص الواقعية لعلماء أو دعاة أو قادة ونحوهم، وكل ذلك بالطبع يقوم على كيفية استغلال الوالدين لعملية القراءة بطريقة ممتعة وشيقة متفاعلين مع أبنائهم.
اعتياد الطفل عملية القراءة في الواقع يتناسب طرديًّا مع عناية والديه بها وحرصهما عليها، فرؤية الطفل والديه يقرآن أو يعتنيان بالذهاب إلى المكتبة وبتنظيم مكتبة المنزل، كل ذلك يشعل فضوله بالتعرف على هذا العالم تقليدًا لوالديه ابتداءً، ثم انتهاءً باكتشاف ما يهواه هو بعد ذلك، فالمنزل دائمًا هو الشرارة الأولى لأي شيء.
اصطحاب الطفل إلى الحدائق العامة وأماكن الخدمات والرحلات يثري عملية المشاركة الأسرية ويكسبه معلومات جديدة ويفتح عينيه على جزء من العالم الذي قرأ عنه في الكتب، وقديمًا قالوا إن الطفل هو فيلسوف صغير، كناية عن كثرة طرحه للأسئلة التي تصيبنا نحن الكبار أحيانًا بالسآمة والملل، أو نعجز عن الرد عليها، مع أنها علامة جيدة على نموه العقلي، فهي لهم تعد وسيلة اكتشافهم للحياة وتطلُّعهم إلى المعرفة.
الفكرة من كتاب أيقظي العبقرية الكامنة في طفلك
معجزة الرياضيات الهندية تعلِّمنا كيف نصنع من أبنائنا معجزات مماثلة، بل وربما أفضل، وفي مجالات متنوعة، فأطفالنا يولدون بفطرة نقية جاهزة للكتابة عليها وتربة خصبة جاهزة للإثمار، فالفكرة تكمن في ماذا نكتب وبماذا نسقي؟
مؤلف كتاب أيقظي العبقرية الكامنة في طفلك
شاكونتالا ديفي: “الحاسوب الإنسان أو الكمبيوتر البشري”، هكذا لُقِّبت لبراعتها في الرياضيات، دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية على الرغم من أنها تركت الدراسة بعد عامين فقط لمساعدة أسرتها في أعمال السيرك بالهند، بلغ من براعتها أن تفوَّقت على الحاسوب في عدة تحديات معه، ومنها حلها لمعادلة رياضية في 50 ثانية فقط في حين أن الكمبيوتر قام بحلها في 62 ثانية!
ألَّفت العديد من الكتب الخاصة بالرياضات والفك، كما أسست العديد من المدارس أيضًا لتعليم الرياضيات للأطفال بطريقة ممتعة، ومن مؤلفاتها:
Books of numbers
Puzzles to puzzles you
Astrology for you
معلومات عن المترجمة:
عبير زياد الطباع