اليقظة الذهنية ومقاومة الرغبة والاندفاع
اليقظة الذهنية ومقاومة الرغبة والاندفاع
إن الأمر الجيد فيما يتعلق بعلاقتنا بالهواتف الذكية، أننا قادرون على تصحيح الكثير من التأثيرات السلبية في علاقتنا بها وتقويمها، إذ يمكننا بناء سعة انتباهنا، واستعادة تركيزنا، والتقليل من القلق والتوتر، واستعادة النوم الجيد أثناء الليل، واسترداد حياتنا من أجهزتنا، وذلك عن طريق التدريب على “اليقظة الذهنية”، أي رؤية العالم بشكل أوضح، وذلك عن طريق توجيه انتباه مقصود إلى انفعالاتنا وأفكارنا وردود أفعالنا، دون الحكم على أنفسنا أو تغيير أي شيء، ومن ثم سوف نلاحظ الدعوات التي ترسلها إلينا عقولنا، وبعد ذلك نتدرَّب على اتخاذ القرار وطريقة الرد على تلك الدعوات، إذ إن ما نعتقد أنه اندفاعات لا يمكن مقاومتها، هو في الحقيقة دعوات ترسلها عقولنا، فإن أدركنا ذلك، فسوف نسأل أنفسنا عن سبب دعوة عقولنا إلى القيام بهذا الأمر، وبالتالي سوف تساعدنا اليقظة على التحسن في ملاحظة دعوات العقل والتحكم فيها، إلى جانب أنها سوف تجعلنا قادرين على إدراك الانفعالات، والمخاوف، والرغبات التي تقود إدماننا، ما يمكننا من التغلب عليها.
وبناءً على ذلك فإن معظم حالات الإدمان تنشأ من الرغبة في الشعور بالتحسن، أو جعل شعور سيئ يختفي، وبالتالي إذا حاولت تقليل استخدامك للهاتف دون أن تكتشف ما تحاول تحقيقه من شعور جيد، أو ما تحاول تجنبه من شعور سيئ، فأنت تحكم على نفسك بالفشل، لكن إذا طبقت اليقظة الذهنية، فإنك سوف تتخلَّص تدريجيًّا من الرغبة الملحَّة لاستخدام الهاتف، فمثلًا إذا أدركت نفسك وأنت تمد يدك لتلتقط الهاتف، فإن الممارسة الذهنية تعني أن تنتظر لبرهة حتى تلاحظ حاجتك الملحة إلى التقاط الهاتف، وتبقي ذهنك متيقظًا وهي تتكشف، وبينما تفعل ذلك اسأل نفسك: لماذا تشعر بحاجة ملحة إلى التقاط الهاتف الآن؟ ما المكافأة التي تأمل في الحصول عليها أو الضيق الذي تريد أن تتجنبه من التقاط الهاتف؟ ما الذي قد يحدث إذا أصدرت رد فعل تجاه اندفاعك إلى التقاط الهاتف؟ ما الذي قد يحدث لو لم تلتقط الهاتف أو لم تفعل شيئًا على الإطلاق؟
الفكرة من كتاب كيف تقطع علاقتك بهاتفك؟
إن الهاتف يعد أول شيء يمسك به الإنسان المعاصر بعد الاستيقاظ من النوم، كما أنه يعد آخر شيء ينظر إليه قبل الخلود إلى النوم، كما يمضي عليه أغلب يومه، ثم يتساءل أين ضاع الوقت وكيف مضى؟! وكثيرًا ما تريد أن تقلص عدد الساعات التي تقضيها مع هاتفك، ولكنك لا تعرف السبيل إلى ذلك، وبالتالي فإن التخطيط لحياة ممتعة وسعيدة يتطلَّب منك إعادة النظر في كثير من العادات والمفاهيم، ولا يوجد في حياتك المعاصرة أجدر من إعادة النظر في علاقتك بهاتفك الذكي، وهذا الكتاب يكشف لك الكيفية التي صُمِّمت بها الهواتف الذكية والتطبيقات من أجل أن تسبِّب لك الإدمان، وستتعلَّم كيف أن الوقت الذي تقضيه عليها يضر بقدراتك على التركيز، والانتباه، والتفكير العميق، وتشكيل الذكريات الجديدة، وكيف تؤثر في حياتك الواقعية، وفي جسدك ونفسيتك، ما يدعو إلى إعادة النظر في تلك العلاقة، وإعادة هيكلتها من جديد على أسس تستخلص منها ما ينفعك، وتترك ما يسيء إليك.
مؤلف كتاب كيف تقطع علاقتك بهاتفك؟
كاثرين برايس ، هي كاتبة حائزة على العديد من الجوائز، كما أنها صحفية علمية ظهرت أعمالها في نيويورك تايمز، ومجلة واشنطن بوست، ولوس أنجلوس تايمز، وغيرها، ومن كتبها:
Vitamania: Our Obsessive Quest For Nutritional Perfection.
101 Places Not to See Before You Die.
Gratitude: A Journal: (Thankfulness Journal, Journal for Women).
Birth.