الخوف من التفويت
الخوف من التفويت
إن شركات الهواتف الذكية والتطبيقات ليست فقط على دراية بالتأثيرات السلبية والإدمانية الخاصة بمنتجاتها، وإنما تجعل منتجاتها تمتلئ بخواص تقوم بإثارتها، لجعلنا نقضي أكبر قدر ممكن من الوقت والانتباه على تلك الهواتف، وهو ما يعرف باسم “انخراط المستهلك”، والسبب أن هذه هي الطريقة التي يحصلون منها على المال، فالمصممون يتلاعبون بكيمياء المخ، كالتلاعب بمادة كيميائية دماغية تدعى “الدوبامين”، فالدوبامين يجعلنا نشعر بالإثارة والمتعة، ونحن نحب أن نشعر بهما، وبالتالي فإن أي جديد تشاهده على الإنترنت والهواتف الذكية يقوم بتحفيز إفراز الدوبامين، ما يدفعنا إلى إعادة الكرَّة مرة بعد أخرى!
وليس هذا فحسب، بل إن تحفيز تجربة إفراز الدوبامين بشكل ثابت، تجعل أدمغتنا تنشئ علاقة ارتباط بين السبب والتأثير، فتؤدي إلى إفراز الدوبامين “بترقب” عند تذكر التجربة! فبمجرد أن تتذكر هاتفك يفرز المخ الدوبامين على الفور، لأن الهاتف ارتبط بالحصول على المكافآت والشعور بالرضا، فتسرع إلى تفقُّد هاتفك للحصول على مزيد من التحفيز والرضا، ألم تلاحظ في إحدى المرات عندما يتفقَّد صديقك هاتفه، فإنك تشعر بحاجة ملحة إلى تفقد هاتفك أيضًا، بل وتتفقده بالفعل!
كما تعمل الهواتف الذكية على بث الشعور بالقلق عمدًا، وذلك عن طريق تقديم معلومات جديدة، ومثيرات انفعالية في كل مرة نمسك بها الهاتف، وبالتالي فإننا نشعر بالقلق في كل مرة نترك فيها الهاتف ولو لمدة ثانية حتى لا يفوتنا شيء، وهو ما يعرف اصطلاحًا باسم “الخوف من التفويت”، لقد عانى البشر دائمًا الخوف من التفويت، لكن لم تكن هناك أي وسيلة تمكنهم من معرفة ما يفوتهم، ما قلَّل من انتشارها، حتى ظهرت الهواتف الذكية، فانتشرت عدوى الخوف من التفويت، فأنت تتفقَّد هاتفك باستمرار لتضمن أنه لم يفُتك شيء، فتبدأ تقليب الصفحات، والرسائل، والمنشورات، محاولًا التخفيف من القلق بالقيام بشيء يزيد من القلق عن طريق تعزيز هذه العادة لديك!
الفكرة من كتاب كيف تقطع علاقتك بهاتفك؟
إن الهاتف يعد أول شيء يمسك به الإنسان المعاصر بعد الاستيقاظ من النوم، كما أنه يعد آخر شيء ينظر إليه قبل الخلود إلى النوم، كما يمضي عليه أغلب يومه، ثم يتساءل أين ضاع الوقت وكيف مضى؟! وكثيرًا ما تريد أن تقلص عدد الساعات التي تقضيها مع هاتفك، ولكنك لا تعرف السبيل إلى ذلك، وبالتالي فإن التخطيط لحياة ممتعة وسعيدة يتطلَّب منك إعادة النظر في كثير من العادات والمفاهيم، ولا يوجد في حياتك المعاصرة أجدر من إعادة النظر في علاقتك بهاتفك الذكي، وهذا الكتاب يكشف لك الكيفية التي صُمِّمت بها الهواتف الذكية والتطبيقات من أجل أن تسبِّب لك الإدمان، وستتعلَّم كيف أن الوقت الذي تقضيه عليها يضر بقدراتك على التركيز، والانتباه، والتفكير العميق، وتشكيل الذكريات الجديدة، وكيف تؤثر في حياتك الواقعية، وفي جسدك ونفسيتك، ما يدعو إلى إعادة النظر في تلك العلاقة، وإعادة هيكلتها من جديد على أسس تستخلص منها ما ينفعك، وتترك ما يسيء إليك.
مؤلف كتاب كيف تقطع علاقتك بهاتفك؟
كاثرين برايس ، هي كاتبة حائزة على العديد من الجوائز، كما أنها صحفية علمية ظهرت أعمالها في نيويورك تايمز، ومجلة واشنطن بوست، ولوس أنجلوس تايمز، وغيرها، ومن كتبها:
Vitamania: Our Obsessive Quest For Nutritional Perfection.
101 Places Not to See Before You Die.
Gratitude: A Journal: (Thankfulness Journal, Journal for Women).
Birth.