محاورة الذات
محاورة الذات
هناك نظرية ترى أن العقل يقبل كل ما نخبره به، بمعنى أننا إذا كررنا عبارة ما بصورة دائمة، فسنؤمن بها ونعتبرها حقيقة، وأنت مثلًا إذا نظرت -عزيزي القارئ- إلى المرآة وقلت باقتناع: “أنا بائع ماهر”، أو “سأنجح في هذه الدورة”، فسيدفعك ذلك نحو ما ترغب فيه وتؤمن به، كما لو أنك تستحق هذا بكل جدارة وثقة، والعكس صحيح إذا حدثت نفسك بأمور سلبية، وأيًّا كانت فاعلية هذه النظرية فلا يمكن إنكار تأثيرها الإيجابي.
إن كل إنسان منا يستحق أن ينال الاحترام، فقط لكونه بشرًا لا لإنجاز مادي أو سبب آخر، وأن يختار ما يريده لنفسه وحياته دون إبداء تبرير للآخرين بذلك، ويرى خبراء علم النفس أن من أهم العناصر التي تجعل الأطفال يكتسبون سمة تقدير الذات واحترامها بداخلهم هو تقدير من حولهم -كالأسرة- لما يتميزون به والتركيز عليه.
لكن ما الذي يدفع المرء فعلًا إلى الخوف وعدم الكفاية، والشك الدائم في نفسه وقلة تقديره لذاته؟ إن أبرز إجابة نجدها لهذا السؤال تتمثل في أن أحد الأفراد في حياة الشخص -كالوالدين أو المعلم أو شخص قريب- يجعله يشعر بعدم الكفاية التي تظهر في النقد الدائم والتركيز على العيب، وتجاهل الأغلبية المميزة في داخله، والمشكلة أنه بمجرد استماعنا لذلك نجد أنفسنا قد استسلمنا لرأيهم واقتنعنا بما قالوه.
وبعيدًا عن السبب الخارجي، فلا يمكن تجاهل فكرة أن البشر بطبعهم يميلون إلى التأثر أكثر بتجارب الفشل، وصبِّ الاهتمام والضوء عليها أكثر مما ينبغي، وربما يعود السبب إلى التأثير النفسي العائد على الشخص بعد تجربة فاشلة، وما أن ينسى تلك التجرِبة؛ فإنه يمضي بقية أيامه خائفًا من تكرار هذا الفشل.
الفكرة من كتاب الثقة والاعتزاز بالنفس
دعنا نبتعد قليلًا عن الخطابات الرنانة وجمل التحفيز المُبالغ فيه ونركز بواقعية أكثر، فكثيرٌ من النصائح لم تنفعك حين اتخذت القرار بالتغيير من عادة سلبية أو السعي لهدف ما، والمشكلة الكبرى أنك لطالما ماطلت وتوقفت في منتصف الطريق منسحبًا!
يقدِّم الدكتور إبراهيم الفقي في هذا الكتاب المميز خطةً واقعية تناسب حدود المرء وإمكانياته دون مبالغة، عن طريق إستراتيجيات تحقيق الأهداف، جمعها من رواد أعمال وأساتذة علم النفس، كما يُسلط الضوء على فن تكوين العلاقات وأهميته.
مؤلف كتاب الثقة والاعتزاز بالنفس
إبراهيم الفقي (1950-2012): كاتب وخبير التنمية الذاتية ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنمية البشرية، ومحاضر ومدرب لأكثر من 600 ألف شخص في محاضراته حول العالم باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، مثَّل مصر في بطولة العالم لتنس الطاولة عام 1969، ثم اتجه إلى مجال الفنادق، وبعدها هاجر إلى كندا لدراسة الإدارة وبدأ نشاطه التدريبي في مجال التنمية الذاتية.
من أهم مؤلفاته:
إدارة الوقت.
حياة بلا توتر.
سيطر على حياتك.
قوة التحكم في الذات.
المفاتيح العشرة للنجاح.