منطلقات ثابتة
منطلقات ثابتة
قبل البدء من المهم أن يكون لدينا نقاط ثابتة ننطلق منها، أما النقطة الأولى فهي أن الرجل هو المسؤول عن النفقة، يقول تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾، ويقول أيضًا: ﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ﴾، إذًا فالرجل هو المكلَّف بالكسب والإنفاق، وهو مأمور كذلك أن يوسع على أهله كلما وسع الله عليه، والثابت شرعًا أنه لا ينبغي للزوجة أن تنفق وإن كانت صاحبة مال، وإن كان ذلك من العشرة بالمعروف وبخاصةٍ إذا كان الزوج معسرًا.
وأما النقطة الثانية فهي أن تدبير شؤون المنزل بما فيها الشؤون المالية مسؤولية المرأة، يقول (ﷺ): “والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها”، وقال في مدح نساء قريش: “وأرعاه على زوج في ذات يده”، ولا ضير في أن يتولى الرجل الشؤون المالية، ولكن إدارتها من قبل النساء هي الدور الغالب، وتلك القاعدتان ما يقره الشرع ويرضاه، دون أن يحرم ما سواهما ولكن لبيان الأصل في الأمور.
ومحاور ميزانية البيت ثلاثة: المال، والزوجة، والاستهلاك، أما المال فقد وُصِف في الإسلام بأنه من زينة الحياة الدنيا، وهو باب خير وتفاخر، وهو من سبل النجاة في الآخرة ببذله في سبيل الله لا بادخاره، وهو على الرغم من ذلك من أكبر أبواب الفتنة، ولعلَّ أهم ما يميز نظرة الإسلام إلى المال أنه يذكرنا أن المال مال الله، ولسنا سوى مستخلفين فيه، وأن للناس حقًّا في هذا المال، إذ يقول تعالى: ﴿وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ﴾! لذا ربما كان علينا أن نراجع نظرتنا إلى المال من خلال تلك المفاهيم، فكم منا قد جعل المال محورًا لحياته، وكم منا يتعامل معه باستحقاق ولا يتصدَّق إلا وهو يشعر بالتفضُّل والمنة!
الفكرة من كتاب بيوت بلا ديون.. كيف تضبطون ميزانية بيوتكم
من أكبر ما يسبِّب المشكلات في البيوت وينغِّص عيش الأزواج: المشكلات المادية، لذا يساعدك الكتاب على ضبط نظرتك إلى المال، ومبادئ التعامل معه، حتى يصل بك إلى تفاصيل وضع ميزانية للبيت، تكمن أهميتها في أنها تجعل لديك تصورًا واضحًا وتوقعًا لأوجه نفقاتك، وتجعل لديك خططًا مسبقة للتعامل مع الفائض أو العجز، كما تحقِّق التعاون والشورى داخل الأسرة، ونجاح كل ذلك يحقِّق الاستقرار المادي للأسرة ويقلِّل المشاحنات، ويجلب الطمأنينة إلى البيوت.
مؤلف كتاب بيوت بلا ديون.. كيف تضبطون ميزانية بيوتكم
الدكتور أكرم رضا مرسي: خبير أسري وتربوي، واستشاري تنمية بشرية وتطوير، من مواليد القاهرة عام 1959م، تخرج في كلية الصيدلة عام 1982، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية، وقد حصل على الدبلوم الخاص للإرشاد النفسي في مجال التربية وعلم النفس، إضافةً إلى حصوله على دبلوم الإدارة التنفيذية EMD من الجامعة الأمريكية في القاهرة، له عدد كبير من المؤلفات والسلاسل في كثير من المجالات أبرزها الأسري والتربوي، ومن مؤلفاته:
على أعتاب الزواج.
شباب بلا مشاكل.
حتى نعلم معنى السعادة.
كيف تكون مدربًا مؤثرًا.