التكامل بين علم اتخاذ القرار وعلم الاقتصاد
التكامل بين علم اتخاذ القرار وعلم الاقتصاد
في دراسة عن الأسس العصبية لعملية اتخاذ القرار فحص أستاذ الاقتصاد العصبي بيتر كينينج وزملاؤه صور أشعة دماغية لأشخاص عُرِضت عليهم صور لبعض العلامات التجارية من ضمنها صور لعلامات تجارية مُفضلة لديهم، فأظهرت النتائج أن المناطق الدماغية للشخص تم تنشيطها بصورة مُختلفة عندما عُرِضت عليه علاماته التجارية المُفضلة، وبالتالي كان الشخص يتخذ قرار الشراء على الفور، حيث كان يظهر الدماغ نشاطًا أقل في المناطق المُختصة بالتفكير التأملي، ومن ثم أصبح من أهداف المسوقين أن تكون علامتهم التجارية ضمن مجموعة العلامات التجارية التي يفكر فيها المستهلك بجدية وبسرعة عند أي عملية شراء يقوم بها.
ولفترة طويلة جدًّا كان علما الاقتصاد والنفس منفصلين تمامًا، إذ يتبنى الاقتصاديون منهجية مفادها كون الإنسان كائنًا عقلانيًّا، يتخذ قراراته بناءً على تحليلات موضوعية للتكلفة في مقابل المنفعة، في حين يؤكد علم النفس الجانب النفسي ورغبات المستهلكين المسيطرة عليهم في عملية اتخاذ القرار، ويبدو في هذه الحالة تحديد القيمة والمنفعة أمرًا غير عقلاني، أما اليوم فقد انتشرت منهجيات كثيرة تربط العلمين، كالاقتصاد العصبي، أو الاقتصاد السلوكي، وأيضًا من الدوافع الرئيسة لهذا التغيير والربط بين العلمين رؤى عالم النفس دانيال كانمان الحاصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 2002م.
وضع كانمان إطارًا عامًّا يميز بين نظامين للعمليات العقلية، يحدِّدان القرارات والسلوك البشري، الأول يدمج بين الإدراك الحسي والحدسي، ويعمل دائمًا، وسريع جدًّا، ويعالج المعلومات بطريقة متوازية، ولا يتطلَّب جهدًا، ويقوم على التعلم ببطء، وفعَّال في المواقف المهمة التي تحتاج إلى مهارة عالية مثل تأويل أطباء القلب لمحتويات تخطيط كهربية للقلب، أو ابتكار مبدعي وكالات الإعلان لتصميم إعلان جديد، في المقابل النظام الثاني عكس الأول كليًّا، لكن لديه ميزة المرونة، وفعَّال في القرارات التأملية، ومن ثم العلامات التجارية القوية تقوم بتنشيط النظام الأول حيث لا يتم التفكير كثيرًا قبل شرائها، وتمنع النظام الثاني من معالجتها، في المقابل تُنشط العلامات التجارية الضعيفة النظام الثاني؛ حيث يتم التفكير بجدية بشأن قرار الشراء، ومع ذلك لا نشعر أبدًا بأن هناك نظامين منفصلين في العقل، ففي النهاية نتخذ قرارًا واحدًا متماسكًا، وفقط نلاحظ النظامين المنفصلين عندما ندخل في صراع بين العقل والحدس، ومن المهم بالنسبة للمسوِّقين فهم النظامين.
الفكرة من كتاب فك الشفرة.. التفسير العلمي لقرارات الشراء
يسيطر الغموض دائمًا على مجال التسويق، فأحيانًا يكتب لبعض الأفكار النجاح، وأحيانًا أخرى لا، دون أي أسباب تُذكر، فلا عجب إذن أن يرى المديرون التنفيذيون للشركات أن عمل قسم التسويق “هلامي” ينقصه الدقة والتحديد، وللخروج من هذا العالم المنعزل والحصول على ثقة الرؤساء حاول الكاتب هنا تفسير وتحليل آليات التسويق، والحملات الإعلانية، وأسرار العلامات التجارية، وأساليب التأثير في قرارات الشراء.
مؤلف كتاب فك الشفرة.. التفسير العلمي لقرارات الشراء
فيل باردن: مُسوِّق محترف لديه خبرة أكثر من ٢٥ عامًا في مجال التسويق، عمل خلالها في مناصب كثيرة في شركات مرموقة مثل يونيليفر ودياجيو، له العديد من المؤلفات، منها:
A New Indicator of scientific research industry.
Still the Beast is feeding.
معلومات عن المترجم:
مصطفي محمد فؤاد: تخرَّج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن جامعة عين شمس عام ١٩٩٩م، ويعمل حاليًّا في وظيفة مراجع أول، ترجم العديد من الكتب، منها:
الوعي.. مقدمة قصيرة جدًّا.
مشكلات مع الغرباء.
الخلية.. مقدمة قصيرة جدًّا.