علم اتخاذ القرار
علم اتخاذ القرار
منذ سنوات مضت كان حجم مبيعات العلامات التجارية ثابتًا إلى حد ما، ولم يحصل أي إعلان على جوائز للإبداع أو الاستحواذ على اهتمام الناس أو الإعلام، وفي وقت ما رغبت شركة كادبوري في العودة مرة ثانية إلى مكانتها، والاستحواذ على قلوب البريطانيين من خلال إعلان جديد مغمور بالمرح، وكانت النتيجة هي (إعلان الغوريلا)؛ تعزف فيه الغوريلا على نغمات أغنية شهيرة، لا يحتوي الإعلان أية لقطات للأكل، فقط في النهاية ظهر غلاف المنتج المُعلن عنه، فحاز هذا الإعلان على اهتمام المستهلكين والعاملين في مجال إدارة العلامات التجارية، ونظرًا إلى هذا النجاح الباهر قرَّرت الشركة القيام بحملة إعلانية أخرى بنفس استراتيجية إعلان الغوريلا ونفس المُخرج والميزانية، ظانين أن الأمر أسهل في هذه المرة، إلا أن هذا الإعلان خيَّب توقعات العملاء، فكيف يمكن أن يحدث هذا؟
يصادف العمل في مجال التسويق مواقف مماثلة لهذا الموقف، فتنجح بعض الإعلانات وتفشل الأخرى، وفي معظم الأحيان يكون من المستحيل تحديد الأسباب الأساسية وراء النجاح أو الفشل، وهذا ليس مكلفًا فقط للشركات بسبب الموارد المُهدَرة، وإنما هو أيضًا مُحبِط للمسوقين بسبب الأسئلة التي لا إجابة لها التي تسيطر عليهم مثل “ما الذي أغفلناه؟”، “وما الذي يمكن أن نتعلمه من هذا لتجنب أسلوب التجربة والخطأ؟”، وأحيانًا لا يتم إطلاق أحد الابتكارات الناجحة بالفعل لأن البحث السوقي تنبَّأ بفشله، فمثلًا تم رفض مشروب الطاقة “ريد بول”، إذ كان تعليق المستهلكين عليه بأنه “مُقزِّز جدًّا”، و”طعمه مثل الدواء”، واليوم تجده متوافرًا تقريبًا في كل مكان في العالم.
ومن ضمن الاستراتيجيات لنجاح العلامة التجارية محاولة الشركة تثبيت علامتها التجارية في أذهان المستهلكين، فكم مرة تنظر إلى جملة معينة أو لون معين وتُرجعه إلى علامة تجارية ما؟ لكن أيضًا قد تُحقق بعض هذه الإعلانات مُستوى تذكر للعلامة التجارية يفوق المتوسط عند البعض، والبعض الآخر قد لا ينتبه أساسًا لهذا الإعلان، وعلى الرغم من كل الجهود المُبذلة فما زال هناك العديد من الأسئلة دون إجابات.
الفكرة من كتاب فك الشفرة.. التفسير العلمي لقرارات الشراء
يسيطر الغموض دائمًا على مجال التسويق، فأحيانًا يكتب لبعض الأفكار النجاح، وأحيانًا أخرى لا، دون أي أسباب تُذكر، فلا عجب إذن أن يرى المديرون التنفيذيون للشركات أن عمل قسم التسويق “هلامي” ينقصه الدقة والتحديد، وللخروج من هذا العالم المنعزل والحصول على ثقة الرؤساء حاول الكاتب هنا تفسير وتحليل آليات التسويق، والحملات الإعلانية، وأسرار العلامات التجارية، وأساليب التأثير في قرارات الشراء.
مؤلف كتاب فك الشفرة.. التفسير العلمي لقرارات الشراء
فيل باردن: مُسوِّق محترف لديه خبرة أكثر من ٢٥ عامًا في مجال التسويق، عمل خلالها في مناصب كثيرة في شركات مرموقة مثل يونيليفر ودياجيو، له العديد من المؤلفات، منها:
A New Indicator of scientific research industry.
Still the Beast is feeding.
معلومات عن المترجم:
مصطفي محمد فؤاد: تخرَّج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن جامعة عين شمس عام ١٩٩٩م، ويعمل حاليًّا في وظيفة مراجع أول، ترجم العديد من الكتب، منها:
الوعي.. مقدمة قصيرة جدًّا.
مشكلات مع الغرباء.
الخلية.. مقدمة قصيرة جدًّا.