ماهية لعبة الجودو
ماهية لعبة الجودو
كلمة جودو تتكوَّن من مقطعين، الأول (جو) ويعني إفساح المجال، الثاني (دو) ويعني مبدأ أو طريقة، وبالتالي فهي تعني إفساح المجال في البداية من أجل تحقيق النصر في النهاية، فإذا كانت لك قوة سبعة، ويقف أمامك رجل بقوة عشرة، وهمَّ بدفعك بأقوى ما يستطيع، فإن تلك القوة التي دفعك بها ستؤدي إلى تراجعك إلى الخلف أو سقوطك على الأرض، حتى إذا قاومته بكل ما أوتيت من قوة، لكن إستراتيجية الجودو تقول لك، بدلًا من المقاومة أفسح مجالًا للمدى الذي يدفعك إليه، وتراجع إلى الخلف وحافظ على توازنك، وبالتالي إذا همَّ خصمك بدفعك، فإنه سوف يفقد توازنه، وسيصبح ضعيفًا في موقفه الصعب، ولن يتمكَّن من استعمال كامل قوته، التي ستنخفض من عشرة إلى ثلاثة، وبما أنك تحافظ على توازنك، فسوف تبقى قوتك كاملة كما هي، وحينئذٍ تصبح أقوى من خصمك، ويمكنك التغلب عليه باستعمال نصف قوتك على الأقل.
إن القوة لها دور في إستراتيجية الجودو، لكن الدور الأساسي وجوهر المنافسة يكمنان في “المهارة”، إذ يسعى لاعب الجودو إلى التقليل من مقدار القوة التي يحتاج إلى استعمالها للتغلُّب على منافسه، وبناءً على ذلك، فإنه من أجل تحقيق الفوز في لعبة الجودو، لا بد من إتقان ثلاث مهارات، الأولى استعمال “الحركة” لإضعاف قوة خصمك عن طريق الإخلال بتوازنه، والثانية “المحافظة على توازنك” عندما تتلقَّى هجمات الخصم، الثالثة “استغلال فاعليتك لزيادة قوتك”، وبالتالي لكي تتفوق على منافسك، فلا بد أن تستعمل حركة للمناورة والوصول إلى موقع أفضل تستطيع من خلاله تطبيق أفضل تقنياتك، ومنع خصمك من تحقيق الهدف نفسه، فإذا كان خصمك يجيد حركات القدمين، فعليك الاقتراب منه حتى لا تدع له مساحة يتحرك فيها، وإذا كان قويًّا في رميات الكتفين، فحافظ على مسافة آمنة بينك وبينه، فهدف حركة المناورة هنا هو إضعاف موقف الخصم، والإخلال بتوازنه، وتعطيل وتحييد الميزة التي يتفوق بها عليك.
الفكرة من كتاب إستراتيجية الجودو.. الاستفادة من نقاط قوة خصمك لمصلحتك
تؤدي الاستعارة دورًا مهمًّا في العمل، إذ تساعد على تنظيم الحقائق والبديهيات، كما تسمح لك بالتعبير عن الأفكار بطريقة حيوية، إلى جانب أنها أداة تحفيز يسهل فهمها ويصعب نسيانها، وهذا الكتاب مبني على استعارتين: الأولى متعلقة برياضة الجودو اليابانية، التي تتطلب سرعة ورشاقة، وتمكن من التفوق على المنافس في المناورة، كما تكمن قوتها الحقيقية في تحويل وزن وقوة خصمك إلى مصلحتك، ومن خلال استعارة مبادئ رياضة الجودو يمكن للشركات الصغيرة التغلُّب على منافسيها الأقوياء، إذ إنها تمكنك من إزعاج منافسيك بالاستفادة من حجمهم وقوتهم ضدهم، وبالتالي تساعدك على النجاح، والاستعارة الثانية متعلقة برياضة السومو اليابانية، التي تعتمد على الحجم والقوة من أجل الفوز على المنافسين.
مؤلف كتاب إستراتيجية الجودو.. الاستفادة من نقاط قوة خصمك لمصلحتك
ديفيد ب. يوفي : هو أستاذ إدارة الأعمال الدولية في كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، كما يترأس قسم الإستراتيجية وبرنامج الإدارة المتقدم، كما يعد مرجعًا في شؤون الإستراتيجية التنافسية والمنافسة الدولية، وهو عضو في شركة “إنتل” وعدة شركات تقانة أخرى، من كتبه:
Strategic Management in Information Technology.
POWER AND PROTECTIONISM
ماري كواك : هي أستاذ مساعد في مجال البحث بكلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، وتنشر مقالاتها في مجلة Sloan Management Review.
معلومات عن المترجم:
مروان سعد الدين: حاصل على إجازة في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة دمشق 1995، يعمل مترجمًا، وقد نقل إلى العربية كثيرًا من المؤلفات الأدبية والسياسية والاقتصادية، ومنها:
تصفية الخونة.
الانهيار.