أنت ممتازٌ كما أنت
أنت ممتازٌ كما أنت
أوشكت الرحلة على الانتهاء، وقد أخذ تومي صديقه بليك ليقابلا المعلم الرابع والأخير “جيت بريسلي”، والمبدأ الأخير له هو الاستمرارية في التدريب، أي التحكم في النفس وقيادتها، فعندما تتمكَّن من أن تقود نفسك أولًا ستصل إلى تلك المكانة التي تُمكِّنك من قيادة الآخرين، ويأتي ذلك بمعالجة أخطائك، والتخلُّص من أي استياء تحمله بداخلك تجاه أحد.
ولعلَّنا نبحث في عالمنا المادي عن المناصب والرفاهية وحسابات البنوك الكبيرة كوننا نرى السعادة فيها، ولا خطأ في هذا بالفعل، لكننا نكتشف في مرحلة متأخرة أن كل ما كنا نريده نمتلكه بالفعل، وبدلًا من ذلك ظللنا نركض وراء تلك الماديات حتى التقينا بآخر أيامنا مودعين تلك الدنيا.
ولتتذكر أنك ممتازٌ كما أنت، إنما ما تحتاج إليه هو أن تتذكَّر طبيعتك التي كنت عليها قبل أن تتأصَّل فيك بعض العادات السلبية، إذًا أنت في حاجة إلى رؤية أوضاعك وظروفك بوضوح لتعرف موقفك الحالي، وأن تنظر إليها بعدسات الفرصة لا بعيون الخوف، لذا ما عليك الآن هو أن تحدِّد أهدافك التي تسعى لتحقيقها خلال تلك الفترة القادمة، واكتب يومياتك لتكون أكثر إلمامًا بما تفعله في يومك وأكثر رغبةً في إضافة إنجازٍ ما ولو كان بسيطًا، كما لا تهمل التمارين الجسدية أبدًا، وتأكَّد من حصولك على التغذية الصحية، فما تأكله يحدِّد جودة أدائك، وقديمًا قالوا إن تناول طعام أقل سيجعلك قادرًا على القيام بعمل أفضل، وأخيرًا تعود على الاستيقاظ في الخامسة فجرًا كل صباح، والقائد الحقيقي هو الذي لا يهمل أسرته ويجعل لهم أهمية قصوى في حياته، فما الفائدة عندما تصبح فائق النجاح لكن ينتهي بك الأمر وحيدًا؟
الفكرة من كتاب القائد الذي لم يكن له منصب “حكاية عصرية عن النجاح الحقيقي في العمل والحياة”
ما تسميه اليرقة نهاية العالم يراه الناس فراشةً جميلة، في عالمٍ مليء بالفوضى حيث التشتت والشُّعور بعدم القدرة على اتخاذ قرارٍ ما، وحين تحدث الصعوبات والمشاكل ويزداد معها الخوف وضعف الشخصية؛ هناك من يرى أنه كلما اشتد الظلام تمكَّنت من رؤية النجوم.
وفي الوقت الذي تتمنى فيه الحصول على منصب حتى يحترمك الناس؛ هناك من يرى أنك لا تحتاج إلى منصب لكي تُظهِر بعض القيادة، وهذا هو بطل قصَّتنا “بليك ديفيز” يحكي حكايته مع صديقه العجوز “تومي” الذي أخذ بيده هو وأربعة معلمين ليُعرِّفوه على المبادئ الأربعة لفلسفة القيادة دون منصب.
مؤلف كتاب القائد الذي لم يكن له منصب “حكاية عصرية عن النجاح الحقيقي في العمل والحياة”
روبن شارما: هو مؤلف كندي من أصل هندي، ومدرِّب في التنمية الذاتية، درس الحقوق في كندا ثم اتجه إلى التأليف، حيث ألَّف أحد عشر كتابًا ذائع الصيت في مجال النمو الشخصي، ومن أبرز مؤلفاته:
الراهب الذي باع سيارته الفيراري.
نادي الخامسة صباحًا.
من الذي يبكي حين تموت؟