تأثيرك الشخصي أكثر نفوذًا من تأثير المنصب
تأثيرك الشخصي أكثر نفوذًا من تأثير المنصب
بدأ تومي يكشف عن أول المعلمين الأربعة الذين تحدث عنهم، وهي “آنا” الأرجنتينية الأصل والمعروفة بلُطفها واجتهادها وحكمتها، وتؤمن بأن ذلك الحظ ليس إلا مكافأة غير متوقعة لاختيارات ذكية اتخذناها، وفي الحقيقة لن تحقق شيئًا ما دمت تنتظر اللحظة المناسبة التي لن تأتي، وقد ظهر جليًّا أنها لا تعطي أهمية لما يعتقده المجتمع، وأن كل ما يهمها هو كيف ترى نفسها.
ولعلَّ هناك نوع من القوة والقيادة تأتيان مع المنصب، لكن تزول تلك القوة بمجرد زوال المنصب، ونحن في عالم سريع التغير خصوصًا في عالم الأعمال حيث اضطراب الظروف الاقتصادية في يومٍ وليلة، ولهذا أنت في حاجة إلى القيادة دون منصب، إنك لا تحتاج إلى منصب لكي تمتلك القوة للذهاب إلى العمل، ولا لتُلهِم من حولك وتؤثر فيهم، وإياك أن تحدِّد شخصيتك وفق الرتبة التي تمتلكها، وقالت آنا: “وتذكر دائمًا أن السلطة الشخصية التي تأتي تلقائيًّا لديها كثير من النفوذ والتأثير أكثر من السلطة الرسمية التي تأتي مع المنصب”، ولتعلم أن أولئك البارعين في اختلاق الأعذار يكونون عادةً غير بارعين في فعل أي شيء آخر.
إنك في حاجة إلى الابتكار، ونعني هنا عدم الاكتفاء بالمنطقة الآمنة والتقليد خوفًا من المجازفة، بل تطلَّع إلى الطرق التي يمكن بها تعزيز إنتاجيتك وإبهار عملائك ولو كانت غير تقليدية، ولتعلم أن أفضل الطرق للتميز في العمل هي تلك التحسينات البطيئة والثابتة لا المفاجئة الثورية، فتلك الخطوات الصغيرة تولِّد نتائج غير متوقَّعة مع مرور الوقت، ستعلم أنه لا شيء يفشل مثل النجاح، فهناك أناسٌ بمجرد وصولهم إلى مرتبة ما تجدهم يستقرُّون ويتوقَّفون، وهذا إحساس خادع بالطمأنينة.
الفكرة من كتاب القائد الذي لم يكن له منصب “حكاية عصرية عن النجاح الحقيقي في العمل والحياة”
ما تسميه اليرقة نهاية العالم يراه الناس فراشةً جميلة، في عالمٍ مليء بالفوضى حيث التشتت والشُّعور بعدم القدرة على اتخاذ قرارٍ ما، وحين تحدث الصعوبات والمشاكل ويزداد معها الخوف وضعف الشخصية؛ هناك من يرى أنه كلما اشتد الظلام تمكَّنت من رؤية النجوم.
وفي الوقت الذي تتمنى فيه الحصول على منصب حتى يحترمك الناس؛ هناك من يرى أنك لا تحتاج إلى منصب لكي تُظهِر بعض القيادة، وهذا هو بطل قصَّتنا “بليك ديفيز” يحكي حكايته مع صديقه العجوز “تومي” الذي أخذ بيده هو وأربعة معلمين ليُعرِّفوه على المبادئ الأربعة لفلسفة القيادة دون منصب.
مؤلف كتاب القائد الذي لم يكن له منصب “حكاية عصرية عن النجاح الحقيقي في العمل والحياة”
روبن شارما: هو مؤلف كندي من أصل هندي، ومدرِّب في التنمية الذاتية، درس الحقوق في كندا ثم اتجه إلى التأليف، حيث ألَّف أحد عشر كتابًا ذائع الصيت في مجال النمو الشخصي، ومن أبرز مؤلفاته:
الراهب الذي باع سيارته الفيراري.
نادي الخامسة صباحًا.
من الذي يبكي حين تموت؟