قبل أن تصل إلى يومك الأخير
قبل أن تصل إلى يومك الأخير
نظر بليك بتخوُّف أمام القبرين، ثم أشار تومي بإعجاب إليهما وكم أن تلك القبور تسحره، فهي تذكِّره أن الأمر ينتهي بنا جميعًا في مجرد كومة من التراب، حيث تصبح الأشياء التي اعتقدنا أنها مهمَّة جدًّا كالمنصب والثروة والوضع الاجتماعي تافهين للغاية، وأن الأمر المثير للاهتمام في ذلك هو أن التأمل في الموت يوقظ المرء مجددًا على أصدق الأمور في حياته، ثم فجأة طلب من “بليك” أن ينزل إلى القبر الأول ويلتقط لوحًا ويقرأ ما عليه، وبخوفٍ نزل “بليك” ليجد أن العنوان هو “10 أشياء يندم عليها الإنسان”، وكان منها: “أن تصل إلى يومك الأخير ممتلئًا بالألم لإدراك أنك لم تقم بأي مجازفات جريئة، ولذلك لم تتلقَّ أبدًا أي مكافآت متألقة”، وأن يأتي يومك الأخير وتدرك أنك عشت الحياة التي دربك المجتمع عليها بدلًا من تلك التي أردت أن تحياها.
الخبر السار هنا هو أنه ليس النجاح إلا عادات صغيرة تقوم بها كل يوم، وتعتقد أنها لن تُحدث فرقًا، لهذا لطالما أهملتها، وأن هذه الحياة القصيرة لا تستدعي الخوف من الفشل أو القلق بشأن ما يراه الآخرون؟ ولتعلم أن أي وظيفة مهما كانت إن أدَّيتها بأفضل ما يكون فسيؤدي ذلك لما يتجاوز توقُّعاتك المحدودة.
ما زال هناك قبر آخر، لذا بإشارة من “تومي” قفز بليك فيه بحماس ليجد لوحًا ذهبيًّا مكتوبًا عليه “الانتصارات العشرة للإنسان”، وكان منها: “أن تصل إلى نهايتك وأنت مليءٌ بالقناعة وممتلئ الجرأة لمواجهة مخاوفك، وأن تصل إلى نهايتك وقد أصبحت شخصًا قام ببناء الآخرين وليس تدميرهم”، وأن تعرف كيفية النهوض بعد كل سقوط، وأن الأفعال التي تركتها ستدوم طويلًا بعد وفاتك.
الفكرة من كتاب القائد الذي لم يكن له منصب “حكاية عصرية عن النجاح الحقيقي في العمل والحياة”
ما تسميه اليرقة نهاية العالم يراه الناس فراشةً جميلة، في عالمٍ مليء بالفوضى حيث التشتت والشُّعور بعدم القدرة على اتخاذ قرارٍ ما، وحين تحدث الصعوبات والمشاكل ويزداد معها الخوف وضعف الشخصية؛ هناك من يرى أنه كلما اشتد الظلام تمكَّنت من رؤية النجوم.
وفي الوقت الذي تتمنى فيه الحصول على منصب حتى يحترمك الناس؛ هناك من يرى أنك لا تحتاج إلى منصب لكي تُظهِر بعض القيادة، وهذا هو بطل قصَّتنا “بليك ديفيز” يحكي حكايته مع صديقه العجوز “تومي” الذي أخذ بيده هو وأربعة معلمين ليُعرِّفوه على المبادئ الأربعة لفلسفة القيادة دون منصب.
مؤلف كتاب القائد الذي لم يكن له منصب “حكاية عصرية عن النجاح الحقيقي في العمل والحياة”
روبن شارما: هو مؤلف كندي من أصل هندي، ومدرِّب في التنمية الذاتية، درس الحقوق في كندا ثم اتجه إلى التأليف، حيث ألَّف أحد عشر كتابًا ذائع الصيت في مجال النمو الشخصي، ومن أبرز مؤلفاته:
الراهب الذي باع سيارته الفيراري.
نادي الخامسة صباحًا.
من الذي يبكي حين تموت؟