المحافظة على الفيلة
المحافظة على الفيلة
إن تحول الفيل من حيوان بري حر إلى سلعة تجارية تصب في المصلحة البشرية هو أمر محزن، وقد أحدث تأثيرًا كبيرًا في المحافظة على ما تبقى من نسل هذا الحيوان، رغم أن الأعمال التي كان يستخدم فيها الفيل كانت تجعل حياته عرضة للخطر، فإنها لم تكن بالسوء الذي يفعله الصيادون لقتل الفيلة، وأخذ عاجها باعتبارها مادة تجارية مذهلة، وهنا نوضح نقطة مهمة؛ إن العاج شيء جيد للاستخدام، ولكن هناك فرقًا بين أخذ العاج بعد موت الحيوان موتًا طبيعيًّا، وبين قتله من أجل الرغبة المادية.
منذ القدم انتشرت تجارة العاج من أفريقيا إلى آسيا وأوروبا بمختلف المعتقدات، وكان للتجار رغبة فيها من أجل مكسبها فقط، وكانت هناك مقارنات بين العاج الأفريقي والعاج الآسيوي، وكيف أن عاج أفريقيا أفضل بكثير، وكان للعاج استخدامات كثيرة مع مرور الزمن، ففي القرن الرابع عشر استخدم في صنع أشياء كثيرة مثل الساعات الرملية، وأبازيم الأحذية، وعلب المرايا، واللوحات الفنية المعلقة وأشياء أخرى كثيرة، ولكن كل هذه الأشياء لم تكن مبررًا واضحًا للقتل.
في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ارتفع الاستهلاك العالمي لتجارة العاج، ولكن في المقابل كان يُقتل نحو 65000 فيل كل سنة، ومع ارتفاع معدل هذه التجارة انتبه الصيادون أن الفيل أصبح من الحيوانات المهددة بالانقراض، ومن النقاط الإيجابية حول هذا الإدراك أن الحكومات بدأت على فترات زمنية متباعدة في القرن العشرين في خطوة إنشاء المحميات، ولكن على الرغم من إنشاء هذه المحميات لم تتوقف مشكلة انقراض الفيلة، إذ إن هناك قضية شائكة جدًّا، هي فقدان الحرية والمأوى الطبيعي بالحدود الطبيعية التي خلقها الله له، وأن هذا الفقدان أثر بسلبية في عوامل كثيرة خاصة بالفيل وخصوصًا النسل، لم يتوقف الصراع بين الإنسان والفيل إذ انتقل الإنسان من قتله إلى الاستيلاء على مسكنه والتقليل من حجمه وحصره في أماكن ضيقة، من أجل التوسعة السكانية، ومع ذلك لم تكن المساحات الطبيعية المتروكة له مأمنًا، فقد جعلت منه ضحية للألغام الحربية المدفونة بين الحدود.
الفكرة من كتاب الفيل – التاريخ الطبيعي والثقافي
كثير من البشر يقعون في حب الفِيَلَة من النظرة الأولى، فلديها في عيونها حزنًا ساحرًا، يجذبك بتعاطف شديد نحوها، ومن ثم تنشأ العلاقة بينكما، والانطباع الأول عنها أنها حيوانات لطيفة ودودة، تفتنك بهدوئها رغم ضخامة أحجامها.
كم منا يحمل هذه الصورة الظاهرية عن الفيل، ويشعر أنه أكثر الحيوانات لطفًا وسلمًا على وجه الأرض، ولكن هل هذه هي الصورة الصحيحة فعلًا؟ أم أنه يملك الكثير من العنف بداخله؟ هل الأسد ملك الغابة الحقيقي؟ أم من الممكن أن يكون الفيل؟
كل هذه الأسئلة يوضحها الكاتب، ويبين حقائق عديدة لا يعلمها كثير من البشر، ومن الممكن أن تغير مشاعر الحب لهم إلى مشاعر خوفٍ وحذر.
مؤلف كتاب الفيل – التاريخ الطبيعي والثقافي
دان وايلي Dan Wylie: ولد في بولاوايو، زيمبابوي في 22 من مايو عام 1959، يعمل محاضرًا في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة رودس في جراهامستاون، وله عدد كبير من الكتب والمؤلفات، من أبرزها:
Crocodile.
Dead Leaves: Two Years in the Rhodesian War.
Myth of Iron: Shaka in History.
معلومات عن المترجم:
جولان حاجي: ولد في سوريا، مدينة عامودا الحسكة في 26 نوفمبر 1977، ويعمل طبيبًا وشاعرًا ومترجمًا، صدر له أكثر من ديوان شعر مثل “ميزان الأذى”، و”ثمة من يراك وحشًا”، كما أن له العديد من الترجمات، منها كتاب “المرفأ المظلم”.