استخدام الفيلة
استخدام الفيلة
منذ القدم كانت هناك علاقة ترويض بين الإنسان والفيل، أخذت أبعادًا مختلفة كليًّا، تندرج تحت انعدام الرحمة والإنسانية، إذ كان الفيل يعامل كأداة متعددة الاستخدامات في الصيد، وفي الحروب كسلاح أكثر من كونه حيوانًا، كما دخل المؤسسات الدينية إلهًا، والسياسية رمزًا للسلطة الإمبراطورية، ومع تقدم الزمن ودخول العصر الحديث، أصبح مادة للترفيه والتسلية، واعتبر أسوأ استخدام للفيل هو اصطياده، وكانت هذه العادة تنتشر بكثرة في الهند وبعد ذلك في أفريقيا.
إن أسر الفيل وتقييد حريته التي خلقه الله بها هو أمر قاسٍ، والأكثر قسوة هي الطرق التي يؤسر بها، والتي تؤدي غالبًا إلى هلاكه، وكانت من ضمن هذه الطرق وأكثرها شهرة قديمًا محاصرته، ومن ثم طعنه أو ربطه بالأنشوطة، أما حديثًا فقد أصبح الأمر أقل مخاطرة عن طريق المنومات الكيميائية، وعلى الرغم من قدرة الإنسان على فعل هذا، فإن ترويض الفيل عمل شاق وخطر ويتطلَّب وقتًا.
بعد استخدام الفيلة كسلاح حرب في الشرق، وفي أقصى الجنوب في سيلان أو سريلانكا، والشرق الأقصى في بورما ميانمار، واعتبارها جزءًا من الجيش المحارب، أصبحت تؤدي أعمالًا أخرى، مثل حمل الأثقال وخلع الأشجار وشق الطرق والجبال وإزالة الأنقاض والبحث عن الناجين، رغم الاستغلال السيئ للفيلة فإنها تقدم مساعدات كثيرة، ومن أشهر هذه الأمثلة ما ذكره الكاتب من مساهمة الفيلة في الإنقاذ من أمواج تسونامي، حينما أطلقت صيحات غريبة قبل الحدث.
لوحظ انخفاض في المعدل التناسلي للفيلة بسبب الأسر وما يتبعه من معاناة، وتختلف المعاناة بين الفيلة الأسيرة في حديقة الحيوان والفيلة المستخدمة في العمل، وفي النهاية أخرِجوا من الطبيعة ليصبحوا مهرجين في السيرك، ذكر الكاتب أنه يمكنكم مشاهدة مقاطع كثيرة على الإنترنت يروض فيها المدربون الفيلة، وكيف أن حيل السيرك هذه ليس لها أي أهمية علمية أو تعليمية غير أنها تجبر الفيلة على أفعال غير مناسبة لطبيعتهم التي خلقوا بها، ولقد كان الأمريكان أول من أدى هذه الاستعراضات المبالغة لكسب المال.
الفكرة من كتاب الفيل – التاريخ الطبيعي والثقافي
كثير من البشر يقعون في حب الفِيَلَة من النظرة الأولى، فلديها في عيونها حزنًا ساحرًا، يجذبك بتعاطف شديد نحوها، ومن ثم تنشأ العلاقة بينكما، والانطباع الأول عنها أنها حيوانات لطيفة ودودة، تفتنك بهدوئها رغم ضخامة أحجامها.
كم منا يحمل هذه الصورة الظاهرية عن الفيل، ويشعر أنه أكثر الحيوانات لطفًا وسلمًا على وجه الأرض، ولكن هل هذه هي الصورة الصحيحة فعلًا؟ أم أنه يملك الكثير من العنف بداخله؟ هل الأسد ملك الغابة الحقيقي؟ أم من الممكن أن يكون الفيل؟
كل هذه الأسئلة يوضحها الكاتب، ويبين حقائق عديدة لا يعلمها كثير من البشر، ومن الممكن أن تغير مشاعر الحب لهم إلى مشاعر خوفٍ وحذر.
مؤلف كتاب الفيل – التاريخ الطبيعي والثقافي
دان وايلي Dan Wylie: ولد في بولاوايو، زيمبابوي في 22 من مايو عام 1959، يعمل محاضرًا في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة رودس في جراهامستاون، وله عدد كبير من الكتب والمؤلفات، من أبرزها:
Crocodile.
Dead Leaves: Two Years in the Rhodesian War.
Myth of Iron: Shaka in History.
معلومات عن المترجم:
جولان حاجي: ولد في سوريا، مدينة عامودا الحسكة في 26 نوفمبر 1977، ويعمل طبيبًا وشاعرًا ومترجمًا، صدر له أكثر من ديوان شعر مثل “ميزان الأذى”، و”ثمة من يراك وحشًا”، كما أن له العديد من الترجمات، منها كتاب “المرفأ المظلم”.