جيمي كارتر و”اختراق جورجيا”
جيمي كارتر و”اختراق جورجيا”
اختلف جيمي كارتر عن زملائه رؤساء الولايات المتحدة أنه لما نوى ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 1976 لم يكن شخصًا معروفًا بين العامة، لكنه استطاع أن يفوز على منافسه الرئيس الأسبق جيرالد فورد، ليصبح هذا الشخص المجهول رئيس الولايات المتحدة وصاحب لقب “الرجل الأول في العالم” في الفترة ما بين عام 1977 وحتى 1981.
وكان الرئيس الأمريكي جيمي كارتر قد بدأ رحلته نحو البيت الأبيض في عام 1946، حينما التحق بالكلية البحرية في أنابوليس وأصبح ضابطًا في الأسطول الأمريكي بحلول عام 1949م، وأخذ يتدرَّج في الرتب العسكرية حتى بدأ يتحوَّل إلى السياسة شيئًا فشيئًا، إذ تمكَّن من أن يصبح حاكمًا لولاية جورجيا في جنوب أمريكا، لكن لم يعنِ ذلك أنه كان معروفًا في الوسط السياسي العام على مستوى الدولة أو في العاصمة واشنطن.
ويُذكر أنه في الأيام الأولى لجيمي كارتر عندما كان طالبًا في الكلية البحرية في أنابوليس، تعرَّض للقيام بأعمال شاقة فرضها عليه الطلاب القدامى بعدما رفض أن يلقي عليهم نشيد اختراق جورجيا الذي يمجد جنكيز خان خلال اختراقه ولاية جورجيا مع جيشه في طريقهم من أتلانتا إلى المحيط، وقد رضخ “كارتر” للعقاب بسبب نظام الأقدمية الذي تُقدِّسه التقاليد العسكرية، ولما مرَّت الأعوام وخلال إحدى جولاته في حملة الانتخابات الرئاسية عام 1976م وزيارته لإحدى مدارس ولاية “أريزونا”، همَّ الطلاب بإلقاء نشيد “اختراق جورجيا” كتحية له، لكن اندفع “جيمي كارتر” وأشار إلى أنه ليس نشيد جورجيا على الإطلاق، ربما تذكَّر ذكريات “التكدير” حينها.
الفكرة من كتاب طرائف رؤساء أمريكا
دائمًا ما توجد هناك هالة ضخمة تحيط بزعماء ورؤساء الدول وكأنهم ليسوا أناسًا عاديين، وفيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية التي تُعد أقوى دولة في العالم، فدائمًا ما ينظر الكثيرون إلى شخصية من يحصل على لقب الرجل الأول في العالم، وهو لقب معروف بالنسبة لمن يتولى رئيس الولايات المتحدة.
ويستعرض هذا الكتاب لمحات بسيطة من مواقف سريعة مرَّ بها أشهر الرؤساء الأمريكيين، قد يكون بعضها طريفًا، وقد يكون البعض الآخر ليس كذلك بالضرورة لكنه يدعوك لسؤالٍ ما؛ وهو أين تكمن القوة الرئيسة التي تحرِّك دولة كهذه؟ فبالتأكيد ليس هؤلاء الأشخاص الذين قد تستغرب من ماضيهم، أو على الأقل لا يتحكَّمون بالأمر كله.
مؤلف كتاب طرائف رؤساء أمريكا
مجدي قطب، هو كاتب صحفي ومحلل سياسي ومحاضر بكلية الإعلام جامعة القاهرة، عمل نائبًا لرئيس تحرير جريدة الجمهورية للشؤون العربية والخارجية، ومن أبرز مؤلفاته:
أسرار وخبايا من كواليس السياسة والمخابرات.
الترجمة الإعلامية.