فساد الشباب وسوء أخلاقهم.. فما الحل؟
فساد الشباب وسوء أخلاقهم.. فما الحل؟
تطرَّق الكاتب هنا إلى الأسلوب الذي يتخذه بعض المفكرين الإسلاميين في مقاومة الأفكار الضالة الجديدة عبر تقديم دراسات فكرية موسَّعة، ولا جدال في احترام حرصهم على سلامة التصوُّرات الإسلامية، ما أسماه الكاتب بـ”الاجتياح العلماني المعاصر”، إلا أن هناك أمرًا واحدًا لا يتغيَّر في هذا الطريق؛ وهو تعبئة الشباب المسلم للإقبال على القرآن الكريم وتدبُّر ودراسة معانيه، والحق أن الأمر قد يكفي بذلك الحل دون تضخيم حجم المشكلة وتقديم الدراسات والخطب التي لا يفهمها شباب اليوم.
ولو قرأ الشباب المسلم آيات القرآن ورأى فيها أن الدنيا وسيلة، ولمسته سطوة القرآن في تقرير ضوابط حياته كالأخلاق وحدود الاختلاط بين الجنسين وضوابط حماية المرأة، وما إلى ذلك من كل ما يتعلَّق بأمور الحياة ومواقفها يسيرها وكبيرها، فيكون فيه أمام “خطاب الله” المباشر، فإما الانصياع وإما النفاق الفكري، ولا يوجد هنا حلول وسط أو جدال أمام أوامر المولى (عز وجل)، وهذا أكبر أدلة حل المشكلة المذكورة، وعند هذه النقطة يقول الكاتب: “قراءة واحدة صادقة لكتاب الله.. تصنع في العقل المسلم ما لا تصنعه كل المطوَّلات الفكرية بلغتها الباذخة وخيلائها الاصطلاحي”.
ولتعلم أن هذا القرآن وحده قادر حين تقرأه بتدبُّر أن يغيِّر شخصيتك ويقلب معاييرك وموازينك، ولم يكن القرآن أبدًا بمثابة معلومات يتم التعامل معها ببرودٍ فكري، وعمومًا فالحل أن نُفلح في إقناع الشباب المسلم بالإقبال على القرآن بتدبُّرٍ صادق متجرِّد للبحث عن الحق، وما إن ننجح في ذلك نجد أن من امتلك الإيمان ولو كان يحيد عن الطريق مرارًا، فسيحمله إيمانه على الانصياع لله (سبحانه وتعالى).
الفكرة من كتاب الطريق إلى القرآن
حين تمر أعوام المرء عليه يجد نفسه قد تعلَّق بالدنيا وغفل عن كل أساسٍ بناه الإسلام والقرآن، قد يُصلِّي ويقوم بعباداته ولكن دون الخيط الذي خُصِّص هذا الكتاب بأكمله لأجله، وهو أن كل شيء وكل حدثٍ مرتبط بالله (عز وجل)، وقد لجأ المسلم إلى الحياة المنطقية التي ابتعدت كل البعد عن الثقة في تدبير الله والضمان الإلهي، وخصوصًا فيما يتعلق بأمور الرزق والوظيفة والحياة عمومًا، ولم يكن القرآن أبدًا بعيدًا عن النهضة والحضارة كما يدَّعي البعض.
مؤلف كتاب الطريق إلى القرآن
إبراهيم السكران: هو باحث ومفكر إسلامي، حصل على درجة الماجستير في السياسة الشرعية من المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، كما نال درجة الماجستير في القانون التجاري الدولي في جامعة إسكس ببريطانيا، ومن أهم مؤلفاته:
رقائق القرآن.
الماجريات.
سلطة الثقافة الغالبة.