عضلة الإرادة
عضلة الإرادة
خلق الله الإنسان عاقلًا مريدًا قاصدًا، وهيَّأ له الكون، وأخضع له كل الكائنات الأخرى يسيِّرها ويديرها ويتحكَّم فيها كيف يريد، ووجود الإرادة المفطورة بداخله هي التي تدفعه إلى الترقِّي وتطلُّب المعالي المفطور بداخله أيضًا، ولكي يحتاج إلى إنفاذ تلك الإرادة فإنه سيحتاج بجانبها إلى القدرة والأدوات الفعالة، فالإرادة إذًا -كما يقول الكاتب- عزيمة معبِّرة عن رغبة شديدة بالعمل أو الترك فيستجيب لها السلوك وهي مشيئة وعزيمة معنوية، والقدرة هي الطاقة والقوة على فعل الأمر والتمكُّن منه، وقد تكون مادية، وقد تكون القدرة معنوية، كالقدرات الذهنية مثلًا، وبالتالي فإنه حين تكون المشكلة في ضعف الإرادة فإنها تحتاج إلى علاج أصعب وأطول مما يحتاجه علاج القصور في القدرة لأننا حينها سنتعامل مع النفس البشرية نفسها مما يحتاج إلى صبر، ووجود الإرادة مقدَّم على توافر القدرة بالطبع، فكيف أعرف أني صاحب إرادة قوية؟
حين أتبع إرادتي بالأخذ في أسباب ما أريد فعله أو تركه، فلا تكون إرادتي مجرد أمانيَّ، ولا يعدُّ حبرًا على ورق ولا أتحجَّج بالقدرة، حيث إن تحجُّجي بالقدرة هو هرب من تحمُّل مسؤولية أخذ قرار وتحمُّل تبعاته، فنحن حين نتحجَّج بالقدرة ندفع الأمر إلى المشقَّة وعدم الاستطاعة، فنكسب بذلك تعاطفًا نفسيًّا داخليًّا أو خارجيًّا، والنتيجة أننا بذلك نخدع أنفسنا، وسنبقى في أماكننا ولن يحصل أي تغيير،
فهل هناك من حل للتغلُّب على ضعف الإرادة؟
إن ضعف الإرادة قد تكون له عوامل عديدة من داخل الإنسان، كضعف الثقة في إنجاز أمر ما، أو قد يكون لها عوامل وأسباب خارجية كالمرض المتكرِّر، أو الفوضى، أو البيئة الاجتماعية، إلا أن إرادات عوام الناس في العموم تكون ما بين المتوسطة والضعيفة، ونحن بالاستعانة بالله سبحانه، وبالقراءة في سير الصالحين والعظماء والاقتداء بهم، وأيضًا بممارسة بعض الأعمال الصعبة على النفس قليلًا، كالرياضة البدنية، وصلاة الليل، أو حفظ شيء من القرآن، أو الصيام، أو القراءة أيضًا بشكل عام في كتب نافعة، كل ذلك مما يعمل على تقوية الإرادة، وانظر إليها على كونها عضلة تحتاج إلى مِرانٍ وتدريب حتى يتم شدُّها وصقلها!
الفكرة من كتاب هي هكذا: كيف نفهم الأشياء من حولنا
ثلاثون سنة من سنن الله في خلقه وكونه، تساعدنا على فهم ما يجري من حولنا، فبعض الحوادث تقع ولا نعلم لها سببًا فنقع في حيرة ودهشة، وقد نتهم الله في فعله، وذلك كله من الجهل بما دبَّره الله وهيَّأه لهذا الكون وهذا الخلق من نواميس يجري وفقها، وهذا الكتاب يساعدنا على فهم بعضها.
مؤلف كتاب هي هكذا: كيف نفهم الأشياء من حولنا
الدكتور عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار، سوري الجنسية، بدأ مسيرته الأكاديمية في جامعة الإمام محمد بن سعود في المملكة العربية السعودية، ثم إلى جامعة الملك خالد في أبها، وتفرغ بعدها للتأليف والعمل الدعوي، لاقت مؤلفاته القبول والرواج من فئات مختلفة عديدة، ومنها:
فصول في التفكير الموضوعي.
نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي.
مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي.