تحرَّك على الفور
تحرَّك على الفور
كيف تموت الخبرات وتضمحلُّ الأفكار وتضعف الأنفس؟ هناك العديد من الأسباب، نذكر منها هنا: التهميش؛ أي أن تختار أن تكون هامشًا على جانب الحياة، أو أن يُقدَّر لك أن تُهمَّش.
سنَّة من سنن الله التي قضاها في كونه الفسيح وفي بني آدم أيضًا، أن الحركة والنشاط والعمل والقيام بوظيفة عمارة الأرض ونفع الناس ونفع النفس مما يُكسب الإنسان مهارات جديدة كل يوم، ويضيف إلى رصيد خبراته، ويعطيه قوة وشجاعة يواجه بها التحديات والمشاق وتكشف له عن مواهب كامنة في نفسه لم يكن يعلمها! فهو يتحرك وينمو وتنمو معه نفسه وكيانه كله.
تعالَ لنلقي نظرة على أمثلة حياتية ضربها الكاتب لنفهم مراده ومقصده من هذه السنَّة، فلا بد أنك قد تعرَّضت يومًا للمرض وكنت طريح الفراش لا تتحرَّك لفترة طويلة، والآن قد تعافيت ولله الحمد، وأنزلت قدميك على الأرض وبدأت تحرِّكها وتقف عليها، فلا بد أنك ستشعر بألم حينها وستعاني حتى تستعيد قدماك مرونتها وشدَّتها، فهي مهمَّشة منذ فترة طويلة لم تقم بدورها.
راقب سكان البادية أو سكان القرى النائية مع سكان المدن المتحضِّرة، وسجِّل ملاحظاتك: أيهما أكثر خبرة وعلمًا، وأكثر تعاونًا ومراعاةً لمشاعر الناس، وأكثر تهذيبًا ورقيًّا، بالطبع سكان المدن المتحضرة، الذين هم في قلب الأحداث بشكل يومي، ومختلطون بثقافات وأعداد بشرية هائلة، سيكونون هم أصحاب الفرص الكبرى في حيازة هذه المزايا من سكان القرى المهمَّشة.
قضايا المرأة مثلًا، على ماذا تم تسليط الضوء في السنوات الأخيرة؟ على حجابها، وموقف الإسلام منها، واختلاطها بالرجال، وضوابط العمل والوظيفة، أم على قضايا أخرى مهمة ومحورية لم تطرح إلا بنسبة قليلة جدًّا، كقضية تنميتها وتعليمها وتهيئتها لتكون عنصرًا فعَّالًا في نهضة المجتمعات؟ والنتيجة أن نجدها أسيرة الأسواق والمسلسلات، فلا ثقافة ولا خبرة حياتية ولا وعي ذاتي ولا حتى أسري، فما الحل إذًا؟
لكل أمر إيجابياته وسلبياته، سواء للعيش على الهامش والعزلة أو للاندماج والانخراط في الحياة، فلا بد من تأصيل هذه الفكرة أولًا، لكن العيش على هامش الحياة ابتداءً هو أمر مميت يخسر به الإنسان نفسه أولًا قبل أن يخسره مجتمعه حيث حرمها من النمو والتطور، وهو بذلك أيضًا في زماننا هذا بخاصةٍ يجعلها فريسة العولمة بغير قصد منه، فالعالم اليوم يعاني بشكل تنافسي مجنون من عدم وجود ثقافة لديه ولا خبرة ولا معرفة.
الفكرة من كتاب هي هكذا: كيف نفهم الأشياء من حولنا
ثلاثون سنة من سنن الله في خلقه وكونه، تساعدنا على فهم ما يجري من حولنا، فبعض الحوادث تقع ولا نعلم لها سببًا فنقع في حيرة ودهشة، وقد نتهم الله في فعله، وذلك كله من الجهل بما دبَّره الله وهيَّأه لهذا الكون وهذا الخلق من نواميس يجري وفقها، وهذا الكتاب يساعدنا على فهم بعضها.
مؤلف كتاب هي هكذا: كيف نفهم الأشياء من حولنا
الدكتور عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار، سوري الجنسية، بدأ مسيرته الأكاديمية في جامعة الإمام محمد بن سعود في المملكة العربية السعودية، ثم إلى جامعة الملك خالد في أبها، وتفرغ بعدها للتأليف والعمل الدعوي، لاقت مؤلفاته القبول والرواج من فئات مختلفة عديدة، ومنها:
فصول في التفكير الموضوعي.
نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي.
مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي.