اكتسب المكانة وتودَّد للأصدقاء

يكمل مازاران في وصاياه ألَّا تقم أبدًا بإظهار معرفتك برذائل الآخرين، كما لا تتكلم بحماسة عن عيوبهم لأن الناس سيشكُّون بك حينها، وفي حال جاءك واشٍ يحمل اتهامات ضد أحدِهم، تصرَّف كما لو أنك على علمٍ مُسبق بتلك الاتهامات وأنك تعرف أكثر منه، حينها ستجده ينطلق بالتفاصيل ليحكي لك عن اتهاماتٍ جديدة، وأخيرًا تذكَّر أن الخبيث يظهر حين يطعن في الآخرين أمامك، لأنه حتمًا لن يتأخر في القيام بالأمر نفسه معك.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

بعد أن عرفت نفسك، عليك أن تعرف الآن مَن حولك حتى تكتسب المكانة عند الآخرين، ويحدث ذلك بمعرفة اهتمامات أصدقائك أو من تريد اكتساب صداقتهم، وذلك بتقديم الهدايا التي تناسب طباعهم، وزيارتهم باستمرار واستشارتهم في أمورك دون الكشف عن نفسك أبدًا، كما لا تطلب من صديقك شيئًا لا يرغب هو في منحك إياه، وحدِّثه عن صفاته الحميدة دون عيوبه، وإذا حدث وكان له رأي يعارض رأيك فامنحه الفرصة لإقناعك، وعندما تود التقرُّب إلى شخصٍ ما، تعرَّف أولًا على المُقربين إليه وعلى خصُومه، وفي هذه الحال فإذا هدفت إلى الثأر من ذلك الشخص فيمكنك ببساطة جعلهم يرتابون ويشكون فيه.

ولا تشترِ شيئًا من صديقٍ لك، لأنه إذا كان الثمن غاليًا فأنت المتضرر، وإن كان أرخص من ثمنه فهو الذي سيتضرر، وسيؤثر ذلك في علاقتكما، وعليك أن تكون متسامحًا ولكن دون خضوع، وإذا دُعيت مرة إلى مائدة شخص أقل منك في المرتبة فاقبل ذلك بأدب دون توجيه أي انتقاد، وعليك معاملة خدم ذلك الذي تريد الحصول على صداقته وكأنهم أصدقاؤك، فلربما تحتاجهم أو يفشون بسرٍّ إليك.

“اترك للآخرين المجد والشهرة، وابحث أنت عن واقعية السُّلطة”، كلمات لا يمكن تجاهلها لرجلٍ استطاع أن يرتقي بمهارة فائقة ليصبح رئيس وزراء بلدٍ غير بلدِه، وأهلٍ غير أهلِه، ويحكم حُكمًا مطلقًا لمدة سبعة عشر عامًا، ورغم ذلك يعتبره البعض أعظم وزير حكم فرنسا خلال ألف سنة، حتى قيل عنه: “ذلك السياسي البارع لم ينتقم من أحد، بل غفر لجميع أعدائه لأنه انتصر في الجولات كلها”.

وهنا نرى وصايا جول مازاران لممارسة السُّلطة، أو بمعنى أصح للدخول والسيطرة على عالم السياسة والشُّهرة.

الكاردينال جول مازاران: هو دبلوماسي وسياسي إيطالي الأصل، وقد عمل رئيسًا لوزراء فرنسا في عهد الملك لويس الرابع عشر عام 1642م، وقد عُرِف بحنكته السياسية وقدرته على إدارة نظام الحكم واستكمال خطى أستاذه رئيس الوزراء الذي سبقه، الكاردينال ريشيليو، فضمن وجودًا قويًّا لفرنسا على المستوى السياسي والعسكري، وله وصايا متعلِّقة بفكره السياسي تركها للملك الفرنسي.

معلومات عن المترجم:

خميس حسن: هو مترجم محترف في اللغة الفرنسية ومدقق لغوي، وله كتاب من تأليفه بعنوان “فن الترجمة من الفرنسية إلى العربية وبالعكس”.