تلميذ الكاردينال.. جول مازاران

وُلد مازاران في إيطاليا عام 1202م لأسرة متواضعة، لكن أباه “بياترو مازارينو” كان في حاشية النبيل كولونا الذي زوَّجه من إحدى فتيات العائلة وعهد إليه بإدارة عدة مناطق، وقد بدأ مازاران تعليمه في سن السابعة في المدرسة الرومانية، والتي فيها أصبح صديقًا مقربًا لأحد شبان أسرة كولونا الذي أخذه معه إلى إسبانيا للالتحاق بجامعة القلعة، وبعد عمر الخامسة والعشرين عاد إلى روما للحصول على درجة الدكتوراه في القانون، وقرَّبته عائلة كولونا بعدما لاحظوا براعته وحكمته عندما عهدوا إليه بمهام ذات طابع دبلوماسي.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

استطاع مازاران بعد ذلك أن يترقَّى في وظيفته فأصبح نائبًا لرئيس البعثة البابوية في مدينة أفينيون بفرنسا، ثم سفيرًا للحبر الأعظم في باريس، وهنا كانت اللحظة الفارقة حيث الخروج في مهمة دبلوماسية تمثَّلت في إقناع فرنسا ورئيس وزرائها آنذاك “ريشيليو” بفكِّ الحصار عن حصن كازال الإيطالي.

أتى موعد اللقاء في 29 يناير 1630م، وقد استقبله ريشيليو بترحاب، وحدث أن أُعجب به ووافق على طلبه مع تقديم تنازلات إليه، لينجحا في إحلال السلام بين الإيطاليين والفرنسيين سنة 1636م، وكان ذكاء مازاران في أنه أوضح أن هذا القرار قادم من “ريشيليو” بمبادرة منه رغم أن فرنسا هي التي كانت في حاجة إلى ذلك السلام، وبدأت علاقة وثيقة بين الرجلين جعلت ريشيليو يتدخَّل لدى الحبر الأعظم لتعيين مازاران سفيرًا بابويًّا في باريس، ووجد مازاران نفسه مرشحًا لرتبة كاردينال بنهاية عام 1641م، وقد أوصى ريشيليو أن يحل مازاران مكانه بعد وفاته.

“اترك للآخرين المجد والشهرة، وابحث أنت عن واقعية السُّلطة”، كلمات لا يمكن تجاهلها لرجلٍ استطاع أن يرتقي بمهارة فائقة ليصبح رئيس وزراء بلدٍ غير بلدِه، وأهلٍ غير أهلِه، ويحكم حُكمًا مطلقًا لمدة سبعة عشر عامًا، ورغم ذلك يعتبره البعض أعظم وزير حكم فرنسا خلال ألف سنة، حتى قيل عنه: “ذلك السياسي البارع لم ينتقم من أحد، بل غفر لجميع أعدائه لأنه انتصر في الجولات كلها”.

وهنا نرى وصايا جول مازاران لممارسة السُّلطة، أو بمعنى أصح للدخول والسيطرة على عالم السياسة والشُّهرة.

الكاردينال جول مازاران: هو دبلوماسي وسياسي إيطالي الأصل، وقد عمل رئيسًا لوزراء فرنسا في عهد الملك لويس الرابع عشر عام 1642م، وقد عُرِف بحنكته السياسية وقدرته على إدارة نظام الحكم واستكمال خطى أستاذه رئيس الوزراء الذي سبقه، الكاردينال ريشيليو، فضمن وجودًا قويًّا لفرنسا على المستوى السياسي والعسكري، وله وصايا متعلِّقة بفكره السياسي تركها للملك الفرنسي.

معلومات عن المترجم:

خميس حسن: هو مترجم محترف في اللغة الفرنسية ومدقق لغوي، وله كتاب من تأليفه بعنوان “فن الترجمة من الفرنسية إلى العربية وبالعكس”.