ما الإعلام؟
ما الإعلام؟
الإعلام لغةً هو الإخبار، واصطلاحًا له تعريفات متعددة تدور حول كونه تبادلًا للأفكار والآراء بين الأفراد عبر وسائل إعلامية، ويختلف الإعلام عن الإعلان الذي يعرض معلومات عن سلعٍ وخدمات بغرض الترويج ولا يخاطب عقل الفرد بقدر ما يخاطب رغباته ونوازعه، ويختلف عن الدعاية التي تسعى للتأثير في مواقف الناس وسلوكهم في مواضيع سياسية غالبًا، مثل الانتخابات، وتركِّز على عواطف الجمهور، وقد تعتمد على التضليل والتزوير مستعملةً عبارات براقة، ويختلف الإعلام عن النشر أيضًا، فهو مجرد توزيع للأخبار على نطاق واسع، أما الإعلام فله تأثير مباشر في عقول الأفراد.
ويمكننا القول إن للإعلام خمس وظائف أساسية، أولها التوجيه وتكوين الاتجاهات والمواقف وإن كان النظام التعليمي مسؤولًا عن هذا بشكل أساسي فإن للإعلام دورًا كبيرًا أيضًا فيه، وكلما كان ما تقدمه ملائمًا للجمهور في لغته ومحتواه كان تأثيره أكبر، ومن وظائفه زيادة الثقافة والمعلومات سواء بشكلٍ عفوي ضمني أو بشكلٍ مُخطَّط، وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع من خلال تعريفها بالأشخاص البارزين ومن خلال أخبار الزيجات والوفيات وغيرها، وأيضًا تقديم التسلية والترفيه للجمهور، والإعلان والدعاية.
وتتنوَّع وسائل الإعلام، فمنها المرئي، والمسموع، والمقروء، والإلكتروني، ومن سماتها أنها توصل المعلومات إلى الناس بكفاءة عالية وسرعة كبيرة، وتعرض الاتجاهات المتباينة وتروِّج لاهتمامات الأفراد والجماعات على اختلافها، كما أنها تؤثر في الرأي العام وتشكله، وتؤثر في معارف الناس ومدى استيعابهم، وفي سلوكهم أيضًا؛ إذ إن تأثيرها أعمق وأشمل مما نتصوَّر، إذ تتولى جوانب كثيرة في حياة الناس، وتقوم بدور الأب والأم أحيانًا، وإذا قدَّمت ما يسيء ظهر أثره في انحراف شخصيات الناس وتشوُّهها.
الفكرة من كتاب ما الإعلام
ما الاتصال؟ وما الإعلام؟ وما نظرياته؟ وما وظائف كلٍّ منهما؟ كيف تغيَّر الإعلام مع ثورة التكنولوجيا والإنترنت؟ وما الإعلام الدولي؟ يجيبنا هذا الكتاب عن هذه الأسئلة وأكثر، وهو كتاب من مشروع “ما؟” الذي أطلقته الهيئة العامة للكتاب ليكون فرصة للقراء -وللشباب منهم بخاصة- كي يتعرَّفوا على المداخل الأساسية للمعرفة في مختلف المجالات.
مؤلف كتاب ما الإعلام
الدكتورة هويدا مصطفى: إعلامية وكاتبة وعميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وحصلت على الشهادة الابتدائية والإعدادية من مدرسة الراهبات الفرنسيسكانيات الفرنسية، وحصلت على الثانوية العامة من مدرسة “المير دي ديو” الفرنسية، وعُينت معيدة بقسم الإذاعة بكلية الإعلام جامعة القاهرة في عام 1984، وشغلت مناصب عديدة سابقًا منها رئاسة قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، وفي جامعة 6 أكتوبر، وفي الأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام، وأيضًا منصب عميد المعهد العالي للإعلام، وغيرها، وفازت بجائزة التفوق من المجلس الأعلى للثقافة في العلوم الاجتماعية عام 2019.
من مؤلفاتها: “الإعلام ومواجهة الإرهاب: إستراتيجية إعلامية ودليل ممارسة مهنية”، و”دراسات عن المرأة والإعلام” بالمشاركة مع الدكتورة نسرين عبد العزيز.