القراءة تَسَع الجميع
القراءة تَسَع الجميع
هل تصلح كل الكتب لكل الأطفال؟ وهل انجذاب الإناث إلى الكتب هو نفسه انجذاب الذكور إليها؟
بالطبع لا، فهناك من الأطفال من يحب كتب الخيال والخيال العلمي، وهناك منهم من يحب كتب التي تحكي صراعًا بين الحق والباطل، أو الخير والشر، وهناك من يحب كتب الكتب ذات النهايات السعيدة، وكتب العلاقات العاطفية والاجتماعية، هناك من يحب أيضًا كتب الألغاز وكتب الألعاب الخفية أو السحر وغيرها، كلٌّ بحسب ميوله الذي نحاول اكتشافه وتنميته.
البنات بشكل خاص يميلون إلى كتب العلاقات الشخصية، والعائلية وأيضًا الكتب التي تتحدث عن الصداقة والأصدقاء، وكتب الأميرات والدمى التي يكون فيها شيء من الخيال البعيد، بجانب حبهن إلى اقتناء الدمى والعرائس واللعب بها والحديث إليها، لذا تعجبهم القصص المشابهة، وهناك من الفتيات من تكون اجتماعية فتميل أكثر إلى الكتب الواقعية المتعلقة بالعلاقات وفهم الآخر والتعامل معه وهكذا بحسب ما نراه من أنشطة في حياتهن الواقعية يمكن أن ندعم ذلك بالكتب أو نوجِّههن للاهتمام بأنشطة أقرب إلى الشخصية أو التكوين وأفضل من خلال الكتب أيضًا.
هناك شيء مشترك بين غالب الأطفال أيضًا تخبرنا به الكاتبة، ألا وهو الانجذاب إلى الكتب الفكاهية، وهذه النقطة يمكن استغلالها والعمل عليها مع الأطفال الذين يدَّعون أنهم لا يحبون القراءة ولا يعجبهم أي نوع من أنواع الكتب الموجودة، وليست الكتب وحدها تحتوي مثل تلك القصص أو المواقف الفكاهية، فالصحف مليئة بالكاريكاتيرات، والمجلات أيضًا.
ومع الوقت وتقدم نموِّهم يمكن أن تتغيَّر أذواقهم، وإتاحة التنوُّع في الكتب المطروحة أمامهم من الممكن أن يساعدهم على ذلك أيضًا، فيمكننا أن نحضر لهم بجانب الكتب التي يحبونها كتابًا واحدًا يكون موضوعه جديدًا عليهم، ربما يدفعهم الفضول إلى الاطلاع عليه مثلًا أو نقترح عليهم قراءته وقد يعجبهم وقد لا يعجبهم، المهم أن دائرة معارفهم ومداركهم تتسع وربما تعجبهم في المستقبل.
الفكرة من كتاب حب القراءة: ٩٩ طريقة لجعل الأطفال يحبون القراءة
كانت تعتقد الكاتبة مثلها مثل كثير منا أن محبي القراءة بلغوا ما بلغوا لنشوئهم في أسر تحب القراءة أو يقرأ فيها الآباء للأبناء، إلا أنها اكتشفت أن هذا ليس المؤثر الوحيد، بل وقد لا يكون مؤثرًا أصلًا، وإنما هو العمل الدؤوب من قِبَل الوالدين والأخذ بأسباب تكوين مثل هذه العادة العظيمة النفع على المدى القريب والبعيد لدى أطفالهم.
مؤلف كتاب حب القراءة: ٩٩ طريقة لجعل الأطفال يحبون القراءة
المربية ماري ليونهاردت: هي مدرِّسة لغة إنجليزية، مارست التدريس 37 عاماً في المدارس العامة والخاصة في أمريكا، ولها العديد من الكتب النقدية والأدبية إلى جانب هذا الكتاب.
معلومات عن المترجم:
إبراهيم الغمري: مؤلف ومترجم، ومن مؤلفاته: “التطوير التنظيمي ـ نموذج مقترح للتطوير الإداري في الدول النامية”، و”السلوك الإنساني في الإدارة الحديثة”، “السلوك الإنساني”، إضافةً إلى ترجمة هذا الكتاب الذي بين أيدينا.