قارئ مبتدئ
قارئ مبتدئ
حين يلج طفلك عالم القراءة تحتاج أن تكون حذًرا، فليست العبرة في البدء مبكرًا أو البدء متأخرًا، العبرة والمعيار طريقة البداية، فكثير منا دخل هذا العالم مبكرًا وبعد سنوات اكتشف أنه أضاع وقته وجهده على الغثِّ ولو أنه وجد من نصحه وهيأ له الوضع المناسب لاختلف حاله الآن.
ابتداءً علينا أن نستغل حماس البدايات لدى الأطفال وانجذابهم إلى الصور والألوان، وأن نأخذهم في زيارات متعددة إلى المكتبة ليروا بأنفسهم ضخامة هذا العالم وتنوُّعه، ويفضَّل أن تكون من المكتبات التي تُمارس فيها عملية القراءة وليست للشراء فقط، سيساعدهم ذلك على رؤية نماذج وأعمار مختلفة أيضًا، وستكون لديهم مساحة واسعة يستطيعون من خلالها اختيار كتاب ما، قد لا يكون مبنيًا على أسباب منطقية كاختيار أول معدوم الخبرة ولكن قيامهم بهذه العملية مهم جدًّا كخطوة أولى في تأسيس هذه العادة، كما أنهم يشعرون برابط معيَّن تجاه الكتب التي يختارونها ويحبون أن تُقرأ لهم مرارًا، لذا سنجد أعينهم تسقط على الكتب المصوَّرة وغالب الأطفال يحبون هذا النوع من الكتب ويشكِّل حيزًا لا بأس به في ذكرياتهم حين يكبرون، وعلى الرغم من هذا نجد أن هذه المرحلة من حب الكتب المصورة قد تطول وقد يجد بعض الأطفال صعوبة وضجرًا من الانتقال إلى قراءة الكتب غير المصورة، إلا أنها فترة مؤقتة وتستحق الجهد المبذول لمساعدته على تخطيها.
من الطبيعي جدًّا ألا نجد لدى بعض الأطفال رغبة وحماسًا للنشاط الأول في القراءة، ربما نكون قد استعجلنا البداية وربما يكون تعلُّمهم أبطأ من غيرهم وربما تجذبهم أنشطة أخرى، ونستطيع أن ندمج بين تلك الأنشطة والقراءة، فإن كان أحد الأطفال يهتم بالنباتات مثلًا يمكننا أن نحضر له كتابًا يتحدث عنها وعن زراعتها والعناية بها وهكذا.
كما أن البدايات الأولى مهمة والتشجيع على القراءة والاستماع للطفل والحفاوة بنطقه الصحيح أمر مهم، كذلك بعد أن يتقن القراءة من المهم أيضًا أن تبقى هذه العلاقة قائمة بيننا وبينه، قد تختلف متطلَّباتها تبعًا لنضجه وقدرته على القراءة وحده، إلا أنه لا تزال أمامه مجالات وكتب أخرى لا يعرفها ويحب أن نكون بجواره حين يقتحمها.
الفكرة من كتاب حب القراءة: ٩٩ طريقة لجعل الأطفال يحبون القراءة
كانت تعتقد الكاتبة مثلها مثل كثير منا أن محبي القراءة بلغوا ما بلغوا لنشوئهم في أسر تحب القراءة أو يقرأ فيها الآباء للأبناء، إلا أنها اكتشفت أن هذا ليس المؤثر الوحيد، بل وقد لا يكون مؤثرًا أصلًا، وإنما هو العمل الدؤوب من قِبَل الوالدين والأخذ بأسباب تكوين مثل هذه العادة العظيمة النفع على المدى القريب والبعيد لدى أطفالهم.
مؤلف كتاب حب القراءة: ٩٩ طريقة لجعل الأطفال يحبون القراءة
المربية ماري ليونهاردت: هي مدرِّسة لغة إنجليزية، مارست التدريس 37 عاماً في المدارس العامة والخاصة في أمريكا، ولها العديد من الكتب النقدية والأدبية إلى جانب هذا الكتاب.
معلومات عن المترجم:
إبراهيم الغمري: مؤلف ومترجم، ومن مؤلفاته: “التطوير التنظيمي ـ نموذج مقترح للتطوير الإداري في الدول النامية”، و”السلوك الإنساني في الإدارة الحديثة”، “السلوك الإنساني”، إضافةً إلى ترجمة هذا الكتاب الذي بين أيدينا.