العلاج السلوكي
العلاج السلوكي
العلاج المتاح للتوحد يخفِّف من شدة الأعراض وُيكسب الطفل بعض المهارات التي تمكنه من التواصل مع المجتمع، ويتم العلاج النفسي على أيدي خبراء في مراكز متخصصة، وهناك مدارس خاصة بالمتوحدين حقَّقت نجاحات كبيرة لكن ربما تثقل كاهل الأسرة ماديًّا، وينبغي دمج المتوحد مع الأطفال الأسوياء ليتعلم منهم، ومن المهم أن يكون مشرفو الحضانة أو المدرسة على دراية بحالة الطفل، وليس مجرد اجتماع الأجسام يعني الاندماج، فالمتوحد منعزل داخل عالمه الخاص وإن كان بجوارنا؛ لذا يجب أن يكون المدرب ذا خبرة ومهارة عالية لمساعدة الطفل على الاندماج مع الآخرين لأن المدرب المبتدئ يفضل التعامل مع الحالات النفسية السهلة والتي ليس من ضمنها التوحد، ويهدف العلاج النفسي إلى إجراء تعديلات سلوكية تتضمَّن إضافة سلوك مرغوب كالقراءة والكتابة واللعب الجماعي والرعاية الذاتية، أو إلغاء سلوك سيئ كرمي الأشياء واهتزازات الجسد، أو تعزيز سلوك موجود كتدعيم نطقه للجُمل التي يحفظها، ويتطلَّب تعديل السلوك مراقبة الأحداث السابقة والتالية له والبيئة التي يحدث فيها وعدد مرات الحدوث.
يمكن تعليم السلوك المرغوب عن طريق: التشكيل، وهو تدعيم الطفل إثر القيام بسلوك مقارب، والحث بدنيًّا كوضع يده على صابونة، أو لفظيًّا بقول: أمـسـك بالصابونة أو بالإشارة والإيماءات ثم نقلِّل الحث تدريجيًّا، والتسلسل بتقسيم العمل لمهمات صغيرة، وتعليم الطفل تقليد ما نفعل، ويتم التخلص من السلوكيات غير المرغوبة بوسائل معاكسة مثل حرمان الطفل من لعبته المفضلة إذا قام بقذف الأشياء، أو تصحيح الخطأ بإلزامه جمعها، وتجاهل السلوك الخاطئ (لو لم يكن فيه خطورة)، وتغيير البيئة المحيطة، والتقييد المختصَر كإمساك ذراع الطفل لمدة قصيرة إذا ضرب أحدًا دون التحدث أو النظر إليه.
الفكرة من كتاب التوحُّد
ارتفعت نسبة انتشار مرض التوحُّد بنسبة مفزعة في السنوات الأخيرة، والتوحد (أو الذاتوية) هو أحد أكثر الاضطرابات الارتقائية شيوعًا والتي تحدث في سِن مبكرة، وينتج عنه خلل في العديد من الوظائف المتعلقة باللغة والتواصل الاجتماعي والانتباه والحركة، إضافةً إلى بعض الآثار السلوكية غير السوية، وللأسف فإن أسباب التوحد غير واضحة حتى الآن وعلاجه غير نهائي، وهذا الكتاب دليل مبسط للآباء وأطباء الأطفال ليكونوا على بصيرة بأعراض التوحد وضرورة الكشف المبكِّر عنه الذي يعدُّ حجر الأساس في فاعلية العلاج، وهو كذلك مرشد لكيفية التعامل الأمثل مع الطفل المتوحِّد في المجالات المختلفة.
مؤلف كتاب التوحُّد
الدكتورة جيهان أحمد مصطفى: أستاذ مساعد طب الأطفال بكلية الطب جامعة عين شمس، حصلت على الدكتوراه في طب الأطفال عام ١٩٩٩، وتلقَّت دورات تدريبية عن مرض التوحد في مركز سیتي لتدريب ودراسات الإعاقة الذهنية بالظاهر، وألقت العديد من المحاضرات عن التوحد في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية التي قامت بهـا كليات الطب والتمريض بجامعة عين شمس، ولها العديد من الأبحاث العلمية في مرض التوحد منشورة في العديد من المجلات العلمية المتخصِّصة في مجال الطب النفسي، ولها أيضًا أبحاث علمية في أمراض طب الأطفال، وعضو جمعية أحبَّاء ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن مؤلفاتها:
– حساسية الصدر والجلد.
– الروماتويد المفصلي الحدثي والذئبة الحمراء.