أسباب قسوة القلب
أسباب قسوة القلب
القسوة من أشد المشاعر خطرًا على صاحبها، فكل أمر تغلفه القسوة ويحل عليه الجمود ينفر الناس منه، ولهذا كان لزامًا علينا أن نساعد أنفسنا على اكتشاف مواضع القسوة فينا ومعالجة أسبابها، ومن أهم أسباب قسوة القلب: كثرة الأكل، فالإسراف في الطعام والتفاخر بكثرته ينميان قسوة القلب داخل الإنسان؛ لأن المؤمن يحرص على القناعة وأن تُصرف هذه الأموال في أبواب البر والخير بدلًا من هدر المال على الطعام، ولكي تتحوَّل هذه العادة إلى عبادة لا بدَّ لنا أن ننوي نيَّة صالحة، بحيث نأكل استعانةً بذلك على القيام بالطاعات والهمَّة لفعل الخيرات، وربما نلجأ إلى الصيام فإنه من أهم العبادات التي تساعد على قتل شهوة الأكل.
وكما أن كثرة الأكل تؤدي إلى القسوة فأيضًا كثرة النوم، ففي ذلك فوات للعمر وبلادة في الطبع، لأن النوم المفرط يجعل صاحبه غير مكترث بضياع الوقت وغير آبِه بقيمته، ومن الخطأ الاستجابة للنعاس بسهولة! لكن ينبغي أن نعلم أن التوازن مطلوب في هذا المقام، فمن المهم أن تُعطى النفس حقها باعتدال؛ لأن قلة النوم تورِّث آفات أخرى عظيمة مثل عدم كفاءة العمل وسوء المزاج، فاعتدلوا! ونأتي إلى كثرة الكلام، فكثرة الكلام في الباطل تورث القسوة وهي مَهلَكة! وحتى إن كان الكلام مباحًا رُبما انجرف إلى ما لا يحل، لا سيما إذا استدرجنا الشيطان لذلك، فلو تنبهنا أننا سنحاسب على كل كلمة تخرج منا، لقل كلامنا بغير لزوم وداعٍ.
ومن أسباب القسوة أيضًا كثرة المخالطة، والمخالطة هنا يقصد بها مخالطة مرضى القلوب وقساة المشاعر ومن يلهثون وراء الدنيا، فمثل هؤلاء يجرُّون الشخص نحو السوء، ولا تحسبن أن التعايش في وسط بيئة فاسدة شيء ممكن! لأنها حتمًا ستؤثر فيك بالسلب، فاختر بيئتك وفارق مجالس السوء، وأخيرًا كثرة الذنوب، فلها تأثير وخطر كبير في النفس، فالذنب يضعف مقاومة القلب، حتى يصبح الإنسان مستسلمًا لشهواته ونزواته كأنه منزوع الإرادة! وكل هذا بسبب غرقه في معاصيه.
الفكرة من كتاب بأي قلب نلقاه؟
يقول رسول الله (ﷺ): “أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ”..
هل تساءلنا يومًا متى كانت آخر مرة تفقدنا فيها قلوبنا؟ هل هي حية سليمة، أم قاسية ميتة؟ إن في تصوُّرنا المعتاد أن الموت هو موت الجسد ولم يخطر ببالنا قطُّ أن موت القلوب أشد وأشقى، فلا بدَّ لنا من إنقاذ قلوبنا التي تعبت من طرقات الأوهام والفتن؛ قلوبنا التي تغيرت مع الأيام وكلَّت ومرضتْ.. فما أصعب مرض القلوب لو تعلمون!
في هذا الكتاب يأخذنا الدكتور خالد أبو شادي في رحلة إلى القلب، لنتعرف معًا لماذا القلب تحديدًا؟ وما الآفات التي يتعرض لها وكيف ننجو بقلوبنا، فهيَّا بنا في رحلة تطهير للنفس والسفر بقلوبنا إلى الآخرة.
مؤلف كتاب بأي قلب نلقاه؟
د. خالد أبو شادي: كاتب مصري الجنسية، ولد في محافظة الغربية، ودرس في الكويت، وأكمل دراسته الجامعية في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، له كتب ومحاضرات توعوية، وهو داعية إسلامية يُركز في دعوته على صلاح القلب ووسائل الخروج به من الظلمات.
من أبرز مؤلفاته:
ونطق الحجاب.
الحرب على الكسل.
رحلة البحث عن اليقين.
من الطارق.. أنا رمضان.
أول مرة أصلي وكان للصلاة طعم آخر.