لماذا القلب تحديدًا؟
لماذا القلب تحديدًا؟
هل تفكَّرنا يومًا لماذا القلب تحديدًا لا بدَّ أن نعطيه كامل الأهمية؟ الجواب بسيط، لأنه أمير الجسد وسيد الأعضاء، فالقلب هو هبة ربانية لطيفة تحمل حقيقة الإنسان، إنه أرقُ الأعضاء وأكثرها تأثرًا بكل شيء، وهو المتحكم في كظم الانفعال واستقامة الأخلاق، ولهذا كان لا بدَّ لنا أن نهتم بالقلب تحديدًا قبل كل شيء وبسلامته من العلل قبل أي عضو من الأعضاء.
فعلى الرغم من أن أحوال القلب متغيرة خفية السر، فإنه من المهم جدًّا البحث عن طهارته، لأن سلامته من الآفات تعود على كامل حياتنا بالنفع وتؤدي إلى استقامة أمورنا، ليس هذا فقط! بل إنه مهم لعملنا الذي سنحاسب عليه في الآخرة، فعمل القلب له منزلة سامية في الإسلام، وهو المعين على القرب من الله سبحانه وتعالى، فالقرب من ربِّ العالمين يكون بالصدق والرغبة الحقيقية النابعة من القلب.
ولهذا كان القلب هو هدف الشيطان وموضع الصراعات بداخلنا، فإما يقودنا إلى الخير وإما يقودنا إلى الشر! فلو قادنا إلى الخير صلحت حياتنا وكان لمعيشتنا معنى وغاية، ولهذا لا بدَّ لنا أن نحرص على حياة قلوبنا، لأن حياة القلب وصلاحه سيكونان النافع الوحيد لنا يوم نلقى الله عز وجل، يقول تعالى: ﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾، فلا الغنى ولا الأبناء تنفع حينئذ! لأن الغنى الحقيقي يكمنُ في القلب وفي سلامته من الشرك والغل والحقد، ولكنْ هذا لا يعني أنه عضو غير معرَّض للانتكاسة، لا، بل إنه أكثر الأعضاء عرضة لها، فقد سمي القلب لتقلُّبه وتبدله من حال إلى حال، يقول (ﷺ): “إِنَّما سُمِّيَ القَلبُ مِن تَقلُّبِه، إنَّما مَثلُ القَلبِ كمَثلِ ريشةٍ مُعلَّقةٍ في أصلِ شجرةٍ تُقلِّبُها الرِّيحُ ظَهرًا لبَطنٍ”.
الفكرة من كتاب بأي قلب نلقاه؟
يقول رسول الله (ﷺ): “أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ”..
هل تساءلنا يومًا متى كانت آخر مرة تفقدنا فيها قلوبنا؟ هل هي حية سليمة، أم قاسية ميتة؟ إن في تصوُّرنا المعتاد أن الموت هو موت الجسد ولم يخطر ببالنا قطُّ أن موت القلوب أشد وأشقى، فلا بدَّ لنا من إنقاذ قلوبنا التي تعبت من طرقات الأوهام والفتن؛ قلوبنا التي تغيرت مع الأيام وكلَّت ومرضتْ.. فما أصعب مرض القلوب لو تعلمون!
في هذا الكتاب يأخذنا الدكتور خالد أبو شادي في رحلة إلى القلب، لنتعرف معًا لماذا القلب تحديدًا؟ وما الآفات التي يتعرض لها وكيف ننجو بقلوبنا، فهيَّا بنا في رحلة تطهير للنفس والسفر بقلوبنا إلى الآخرة.
مؤلف كتاب بأي قلب نلقاه؟
د. خالد أبو شادي: كاتب مصري الجنسية، ولد في محافظة الغربية، ودرس في الكويت، وأكمل دراسته الجامعية في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، له كتب ومحاضرات توعوية، وهو داعية إسلامية يُركز في دعوته على صلاح القلب ووسائل الخروج به من الظلمات.
من أبرز مؤلفاته:
ونطق الحجاب.
الحرب على الكسل.
رحلة البحث عن اليقين.
من الطارق.. أنا رمضان.
أول مرة أصلي وكان للصلاة طعم آخر.