الشياطين أعداء الأسرة
الشياطين أعداء الأسرة
إن دخول كثير من الأفكار الفاسدة على الرجال والنساء، وانتشار كثير من مُصلحي العلاقات الذين ينطلقون من أفكار علمانية وفلسفات مادية فاسدة، قد أدَّيا إلى نسيان دور الدين في إصلاح الأسرة، وكذلك دور الشيطان في إفسادها، وبناءً على ذلك فإن من يؤمن بالإسلام دينًا يجب عليه ألا يغفل جهود الشياطين الحثيثة لإفساد الأسرة، والإضرار بها، وانتهاز المعاصي الواقعة تحت سقف البيت لإيذاء أهله، قال تعالى: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾، وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): “إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نِعْمَ أنتَ”.
يمكننا أن نجد أثر الشيطان في “التقبيح والاستبشاع” كأن يرى أحد الزوجين صورة الآخر قبيحة، أو يشعر أحدهما أن كلام الآخر كالجبل دون مبرِّر أو تفسير، كما نجد أثره في قتل الرغبة في المعاشرة الزوجية لدى أحد الزوجين أو كليهما، فتتمنَّع الزوجة عن زوجها، أو يهجر الزوج زوجته بلا سبب أو داعٍ، إلى جانب إثارة المشكلات بين الزوجين دون أسباب واضحة، أو على أتفه الأسباب، إذ يستغل الشيطان أي خصومة تافهة ويقوم بتضخيمها في عين أحدهما، كما يعمل الشيطان جاهدًا على زرع الشك بين الزوجين، فيوهم أحدهما أن الآخر يخونه، فيقضي على راحة البال داخل الأسرة، كما أن من بلاء الشياطين تزيينهم النساء الأجنبيات في عين الرجال عن طريق عقد المقارنات بينهن وبين زوجته، ما يؤدي إلى نفور الرجل من زوجته مزيِّنًا له الحرام.
إن تجنُّب أثر الشيطان وعلاجه في قراءة سورة البقرة في البيت وعلى المريض، وكذلك إخراج الزكاة، والتصدُّق على الفقراء والمساكين بنية أن يصلح الله العلاقة الزوجية، وكذلك كثرة الاستغفار والدعاء بصلاح العلاقة الزوجية، إلى جانب ذكر الله تعالى عند دخول المنزل، قال النبي: “إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم، ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء”، كما يجب ذكر الله عند المعاشرة الزوجية، قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “أما إن أحدكم إذا أتى أهله وقال بسم الله، اللهم جنِّبنا الشيطان، وجنِّب الشيطان ما رزقتنا، فرُزقا ولدًا لم يضره الشيطان”.
الفكرة من كتاب المرأة البحر والرجل المحيط
يعرض لنا الكتاب الصفات التي يجب أن يتحلَّى بها كلٌّ من الرجل والمرأة، وما يجب أن يكون عليه كلٌّ منهما في العلاقة الزوجية وفق المنطق الإسلامي، إذ يرى أنه بسبب دخول الفكر المادي الذي يتجاهل دور الدين وبسبب وساوس الشياطين، وكذلك الفكر العلماني الفاسد على الأسرة العربية، وخداع الزوجة أن احتياجها إلى الزوج هو احتياج مالي فقط، وليس احتياجًا إلى السكينة والراحة وهدوء البال والمودة والسكنى، فإن عقول بعض النساء قد تسمَّمت، وأدَّت تلك الأفكار الفاسدة إلى انتشار العزوبية بين الشباب، وشاع الطلاق والانفصال، وانعدم الاستقرار في الأسرة، وبالتالي فإن الكاتب يبيِّن في هذا الكتاب الكيفية التي يجب أن تتعامل بها الزوجة مع زوجها، إلى جانب توضيح ما يجب أن يتعامل به الزوج مع زوجته، مستندًا في ذلك إلى القرآن الكريم والحديث الشريف، وسيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) في تعامله مع زوجاته.
مؤلف كتاب المرأة البحر والرجل المحيط
عبد الله بن محمد الداوود: كاتب إسلامي وداعية سعودي مولود في الرياض بالمملكة العربية السعودية، درس في جامعة الملك سعود، من مؤلفاته:
متعة الحديث 1، و2.
هل يكذب التاريخ؟
الغيرة ومذابح الأعراض.