كيف استُدرِجَت الأمة إلى هذا التعامل الخاطئ مع القرآن؟
كيف استُدرِجَت الأمة إلى هذا التعامل الخاطئ مع القرآن؟
ذكر الله (عز وجل) في أكثر من موضع من القرآن الكريم نية إبليس ومعركته المستمرة ضد آدم وبنيه في أن يصرفهم عن عبادة الله، فلا ينبغي أن نغفل أبدًا عن دور إبليس، ويكفي تأكيدًا لهذا المعنى أن الله أمر بالاستعاذة من الشيطان قبل القيام بقراءة القرآن، وكذلك رأى الكاتب أن اليهود كان لهم دور ومكايد في صرف الأمة واستدراجهم للبعد عن القرآن.
ولكن بداية الاستدراج ظهرت مع بداية الفتوحات الإسلامية ودخول أعداد كبيرة فوق الطاقة، فكان منطقيًّا أن تظهر من بينهم نماذج تتساهل مع القرآن الكريم، وكذلك كان لقراء القرآن مكانة وجرى تمييزهم عن غيرهم فجعل ذلك الناس يتسارعون في نيل هذا الشرف، فشرعوا يحفظون ألفاظه دون الالتفات الحقيقي إلى معانيه.
لكن أخطر المراحل كانت عند افتراق القرآن والسلطان، حيث ذهبت الإمارة إلى من لا يستحق بعد أن كانت السلطة بيد من يطبِّق القرآن، فاختلَّت الموازين، وخاف الناس على أنفسهم، وانشغلوا بأمورهم الخاصة، ومن الأسباب التي أدَّت إلى الاستدراج أيضًا الانفتاح على الثقافات الأُخرى، فتعدَّدت المصادر وانبهر الناس بكتب أخرى غير القرآن.
وكذلك كثرت التصانيف في فضل القرآن وتضمَّنت أخبارًا كثيرة عن تعامل بعض السلف مع القرآن بطريقة تتعارض مع ما كان يفعله الصحابة، حيث تحكي الأخبار عن ختم القرآن ستين ختمة في رمضان، والدعوة إلى القراءة دون فهم، لكنَّ هذا لم يكن حال الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ولا حال صحابته الذين اعتنوا أكثر بفهم المعاني والتطبيق.
وأخيرًا تأتي مرحلة الاستشراق والغزو الفكري للأمة الذي يهدف إلى احتلال عقول أبنائها، والاستعاضة عن مفاهيم الإسلام بمفاهيم أخرى، وبالطبع كان للقرآن النصيب الأكبر منها.
الفكرة من كتاب غربة القرآن
يتحدَّث الكتاب عن غُربة القرآن بيننا، وعن غياب روح القرآن، وغياب أثره الجميل عن قلوبنا، كما يأخذ على قرائه الاعتناء بالألفاظ دون المعاني، وإهمال التدبر والتفكُّر، وعدم الشعور الداخلي بهذا الحرمان، فدفع ذلك الكاتب أن يكتب هذا الكتاب، في محاولةٍ لإحياء تلك الروح فينا من جديد.
مؤلف كتاب غربة القرآن
الدكتور مجدي الهلالي: كاتب وطبيب تحاليل طبية وداعية مصري، له العديد من الكتب والمؤلفات في الدعوة والتربية الإيمانية، والتي تهدف إلى ارتقاء الفرد بنفسه والتخلُّص من مثبِّطات الهمم، له العديد من الخطب والتسجيلات والمقالات في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية.
ومن مؤلفاته: “التوازن التربوي وأهميته لكل مسلم”، و”تحقيق الوصال بين القلب والقرآن”، و”الإيمان أولًا فكيف نبدأ به”.