ماهية علم النفس ومجالاته
ماهية علم النفس ومجالاته
تشيع المعتقدات المغلوطة عن علم النفس أكثر من الصحيحة؛ فمن نتائج دراسة أجريت على طلبة جامعيين مصريين كان ٩٠٪ منهم يرون أن الحزن وفقدان الشهية من أعراض الفوبيا، و٦٩٪ يتهمون الأرواح والشياطين بإحداث الأمراض العقلية، و٤٩٪ يربط علم النفس بقراءة الطالع! ولم تكن النتائج أفضل كثيرًا بين الطلبة الأمريكيين؛ أي لا يرجع السبب إلى تخلُّف المستوى العلمي والثقافي.
يختص علم النفس بدراسة السلوك الإنساني، وهو كل استجابة للفرد نتيجة منبِّه داخلي أو خارجي في صورة ظاهرة كالغضب والعلاقات الاجتماعية من قبول أو نفور وسيطرة أو خضوع، أو في صورة كامنة كالتخيُّل والإبداع والتفكير، وتتوزَّع موضوعات علم النفس على خمسة موضوعات أساسية تهتم بصياغة القوانين الأساسية للسلوك، وتشمل: علم النفس العام، وعلم نفس النمو، وعلم النفس الفسيولوجي، وعلم النفس الاجتماعي، وعلم نفس الشخصية، وأربعة أخرى تطبيقية هي علم النفس الإكلينيكي والتربوي والصناعي والحربي، وتمثل مناهج البحث القاسم المشترك بين كل تلك الموضوعات.
يستخدم علم النفس المنهج العلمي القائم على القياس والملاحظة والتجريب في إنتاج قوانينه ونظرياته، وينأى عن التفكير الشعبي الدارج أو التفكير غير العلمي الناشئ عن الخبرة والملاحظات الجزئية والتعميم المتسرع وعدم الاهتمام باختبار صدق النتائج والتفسيرات الغامضة والتأثر بالجاذبية والتقاليد. وحتى إن اتفق كلا المنهجين في بعض النتائج فإن الاختلاف المنهجي إنما يكون في طريقة الوصول إليها، فعلم النفس العلمي يهتم بسؤال “كيف نعرف؟” أكثر من “ماذا نعرف؟”… وكثير من الأفكار الشائعة يرفضها علم النفس مثل إمكانية التنبؤ بشخصية أحد ببعض أوصافه التشريحية كالقول إن الجبهة العريضة دليل على اتساع الخيال، والأذن الكبيرة علامة على الإجرام، ومثل الاعتقاد بأن اهتمام المرأة بالتزين تعويضٌ عن النقص الجنسي عندها كما يرى فرويد، أو أنها رجل توقف مبكرًا عن التطور كما يقول سبنسر.
الفكرة من كتاب الإنسان وعلم النفس
إنَّ ما نعرفه عن الإنسان أقل بكثير مما نعرفه عن العالم المادي، وكم من رجل يستطيع قيادة سيارته بسهولة ولكن ليس له حظ في قيادة ذاته وتقييم تصرفاته، ورغم ذلك باتت بحوث علم النفس تقدِّم اقتراحات لتحسين مستوى الحياة والتعامل مع مشكلات البيئة والمجتمع، وما اجتمع لعالم النفس اليوم يجعله قادرًا على أن يقدم مشورته في كل مجالات الحياة تقريبًا، وأن يعطي استبصارات يمكن توظيفها لخدمة الإنسان في بنائه النفسي والصحي وعلاقاته بالآخرين، ويقدم العالم الجليل الدكتور عبد الستار إبراهيم إطلالة عامة على المراحل التاريخية التي مر بها علم النفس وكيف يتم إنتاج العلم داخل حقل علم النفس الحديث، وتقاطعات أبحاثه مع أطوار الإنسان العمرية المتواترة والمشاكل التي تعترض كل مرحلة، وعلاقته مع البيئة والمكان والمجتمع.
مؤلف كتاب الإنسان وعلم النفس
الدكتور عبد الستار إبراهيم: ولد بالأقصر عام ١٩٣٩، وتخرج في قسم علم النفس جامعة عين شمس، وحاز الدكتوراه من جامعة القاهرة، وعمل زميلًا زائرًا بجامعة ميشيغان بأمريكا، ومستشارًا نفسيًّا لعدد من العيادات النفسية في مصر والولايات المتحدة، ويعمل حاليًّا أستاذًا بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، وله بحوث منشورة في عدد من المجلات العربية والأجنبية، وله مؤلفات منها:
– علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي.
– السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة.