محو الأمية الإعلامية والتنوع التحريري
محو الأمية الإعلامية والتنوع التحريري
إن محو الأمية الإعلامية تمامًا كمحو الأمية التقليدي، أي أن محو الأمية الإعلامية هو تعليم الناس قراءة وكتابة المعلومات الصوتية المرئية بدلًا من النصية، واستيعاب المعلومات المتحصَّل عليها، واستخدام مهارات التفكير النقدي وطرح الأسئلة والتحليل وتقييم المعلومات، وهو مرتبط بمحو الأمية الفكرية والأيديولوجية مع بعض المهارات العملية، وليصير هذا واقعًا علينا استثمار المجتمعات في الصحافة الشبكية، وليس بالضرورة أن يصير كل مواطن صحفيًّا، فللمواطن الحق في وصوله إلى الإنترنت، وبخاصةٍ في بيئتنا هذه يحتاج الأشخاص إلى مجموعة من المهارات لممارسة حقهم بطريقة ذات معنى، والمجتمع بحاجة إلى استيعاب شكل آخر من العلاقات بين الجمهور ومنتجي وسائل الإعلام الإخبارية، مما يعني أن كل المؤسسات ستضطر إلى تغيير نهجها تجاه العامة والإعلام، وفي مجال الصحافة الشبكية نجد أن الصحفيين بحاجة إلى تفهم تنوُّع جمهورهم، ومن المفترض بهم رؤيته كمورد مهم لا كشرط أدبي، وقد أكدنا مسبقًا أنه للوصول إلى صحافة شبكية ناجحة، ستظهر مهارات أساسية عدة للصحافة، ومعها ستظهر الحاجة إلى توجيه اهتمام تعليمي نحو إعداد الصحفيين الشبكيين، وذلك نظرًا إلى وجود فروق عدة بين العمل الصحفي التقليدي، والعمل على شبكة الإنترنت، ويتمثَّل أهمها في: المشاع الإبداعي، وحرية التعبير، وحيادية الإنترنت، وحقوق الملكية.
وعرف المؤلف التنوع التحريري بأنه انفتاح على التعاون مع مصادر ووجهات نظر وروايات جديدة، وقدرة على استخدامها لصنع صحافة شبكية، وبجوار نقاط القوى التحريرية التقليدية، فنحن بحاجة إلى مجموعة جديدة من المهارات للانتفاع بها، وإحدى هذه المهارات هي القدرة على تفتيح الذهن والتكيف، فبينما تصارع الصحافة للتكيف مع الفرص التي أتاحتها التكنولوجيا، يسعى آخرون لإدراك طريقة جديدة للتواصل عبر الإنترنت، وعلى هذا المنوال لن يثبت حال للصحافة، ويكمن الخطر هنا في ألا نمتلك المعرفة والمهارات اللازمة لفهم كيفية استخدامها.
الفكرة من كتاب الإعلام الخارق
يرى جميعنا أن الوضع الحالي لوسائل الإعلام الإخبارية، أفضل مما كان عليه في الماضي، لكننا نعيش لحظات خطرة، فما من ضامن أن الحالة النافعة نسبيًّا ستستمر، بل على العكس؛ يوجد كم هائل من التهديدات التي تواجه جودة وسائل الإعلام الإخبارية وإمكاناتها، لذا علينا المحافظة على القيم الداعمة للصحافة الحرة كجزء ناجح من المجتمع، ففي خضم التهافت على التطور الرقمي، لا ينبغي السماح للخوف بتشكيل المستقبل.
ولا يسعنا إنكار تأثير الإعلام المتزايد في الأحداث العالمية، فمن المستحيل فصله عن الظروف العامة، ومهم للغاية إعادة تقييم فكرة محو الأمية الإعلامية؛ فما من أمل في الصحافة الشبكية إن كان من يمارسونها غير مؤهلين لها، فهم بحاجة إلى امتلاك فكرة عن حقوقهم وواجباتهم؛ كي يصيروا أكثر اندماجًا في المجتمع من خلال عملية الصحافة.
مؤلف كتاب الإعلام الخارق
تشارلي بيكيت: مؤسس ومدير مؤسسة Police البحثية بكليتي لندن للاقتصاد ولندن للاتصالات، وهي تتمثل في مُنْتَدَى للمناقشات والأبحاث حول الصحافة والمجتمع، ويمارس حَالِيًّا الكتابة وتقديم البرامج حول الصحافة العالمية، وسبق له العمل في عدة برامج إخبارية تابعة لمحطة BBC.
معلومات عن المترجمة:
فايقة جرجس حنا: درست الترجمة التحريرية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وذلك بعدما تخرجت عام 2002 في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، وفي عام 2016 فازت بجائزة المركز القومي للترجمة للشباب في دورته الرابعة، عن كتاب “نشأة حقوق الإنسان: لمحة تاريخية”.