لا تقلق!
لا تقلق!
على الرغم من كل الأمان والهناء الذي يكمن في الحب، تحدث مشاعر القلق التي لا تخلو من الخوف والحزن، وتظل هناك مساحة للقلق على أرضية الطمأنينة، وتبقى هناك بقعة خوف في مواقع الشوق، ولا يحدث هذا إلا من شدَّة الحب، فيحدث اقتراب ثم ابتعاد ثم اقتراب من جديد، هكذا كالأرجوحة، ويؤلمنا الحنين وقتها ونخاف الفقد، وكأن فقد الحبيب يمثِّل فقد الحياة، وهذا النوع من القلق لا يعرفه إلا من أحبَّ بصدق، ولهذا فإن فقده الحب يشعره أنه سيفقد الحياة بأكملها، كيف لا! وقد تذوق جمال كل شيء حوله بواسطة الحب، وكان هذا الشعور الجميل هو مصدر قوته، فحياة المحب هي حياة النشاط والمتعة، وقد يثير هذا القلق جنون المحب وتحدث خلافات كثيرة وصراعات مختلفة، ولكن سرعان ما يعود المحب إلى محبوبه، فما أسعد هذه اللحظة! لحظة لقاء الحبيبين بعد الهجر.
ومن خصائص المحبين أنه لا رتابة بينهم ولا تكرار، بل كل لحظة هي شيء جديد وثمين لديهم، مع العلم أنه يكون هناك صدام وهذا شيء حتمي لا بد منه؛ ولهذا فلا داعي للمحب أن يثور ويقلق ويسيء الفهم بمحبوبه، فالمشاكل والصراعات لا تدل على فشل الحب، فالحب إن كان حقيقيًّا سيجعل كل شيء يبدو هيِّنًا في مقابل البعد عن المحبوب، لا سيما أن روح المحب تتميَّز بالسماحة والصفاء ولا يطاوعه قلبه أن يؤذي حبيبه، فحتى الإساءات في الحب تتحوَّل إلى ذكريات جميلة.
الفكرة من كتاب مشكلات عاطفية
الحب هو أقوى رابطة بين شخصين، والحب لا يخلو من المشكلات والصراعات، فلا يوجد حب صافٍ وخالص وكامل، ولكن هذه المشكلات التي تواجه الحبيبين قد تكون بوابة كبرى لمشاعر أكثر غزارة ولأحاسيس أكثر سموًّا ورفعة، المهم أن يتفهَّم كل شخص حقيقة المشاكل، ويحاول أن يعالجها مع شريكه بالطريقة الصحيحة.
مؤلف كتاب مشكلات عاطفية
الدكتور عادل صادق عامر عبد الله: طبيب نفسي ألَّف كثيرًا من الكتب في علم النفس، ولد في 9 أكتوبر عام 1943، وتوفي في 14 سبتمبر 2004، وحصل على زمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وزمالة الكلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن.
من أبرز مؤلفاته:
في بيتنا مريض نفسي.
امرأة في محنة.
روعة الزواج.
مشكلات نفسية.