استقرار الحب
استقرار الحب
الإنسان المحب يشعر بسعادة حقيقية لم يشعر بها من قبل، بل لم يكن يتصوَّرها؛ والسبب في ذلك، هو أن الإنسان ولأول مرة يلتقي مع نفسه، فهو يرى (أنا) الحقيقية، يرى الخير والجمال في نفسه، ويرى الرقَّة بداخل قلبه لأن هذا هو مايفعله الحب الحقيقي بالإنسان، إنه مرآة النفس.
أن تحبَّ إنسانًا يعني أن تتيح له أن يكتشف جوهره عن طريقك أنت، والمحب عندما يدرك أن صورة ذاته منعكسة على جوهر حبيبه، يُشعِره هذا الإدراك بمدى أهميته، هكذا يشعر الإنسان بذاته وبالذات الأخرى، حتى يصل بهما الحال إلى قمَّة الإحساس والتقدير والامتنان، فهذا الإحساس بالطرف الآخر شيء عميق لا يوصف ولا نستطيع أن نشرحه ولكننا نعيشه حينما نحبُّ بصدق، وإذا كان داخل الإنسان متاحًا ومكشوفًا لمحبوبه، فإنه يجد قدرًا كبيرًا من السعادة والراحة والطمأنينة التي تجعله يظهر على طبيعته دون خجل، وهل يخجل الشخص من نفسه؟
فحين يحب الإنسان تختفي الفجوة بينه وبين شريكه وتنفتح الذات على الذات الأخرى، فيجد الحبيبان راحتهما في الكلام والبوح بكل مشاعرهما، ويتفرَّعان إلى أدق التفاصيل في حياتهما بلا حياء ولا خوف، فكأنما هما نفس واحدة، فبمجرد أن يحب الشخص إنسانًا آخر فهو يشعُّ بكل ما هو جميل ويضفي بخصال الخير على غيره ويستعذب العطاء، فالحب ليس مجرد عاطفة عابرة أو رغبة مؤقتة، ولكنه شعور حقيقي ودائم.
الفكرة من كتاب مشكلات عاطفية
الحب هو أقوى رابطة بين شخصين، والحب لا يخلو من المشكلات والصراعات، فلا يوجد حب صافٍ وخالص وكامل، ولكن هذه المشكلات التي تواجه الحبيبين قد تكون بوابة كبرى لمشاعر أكثر غزارة ولأحاسيس أكثر سموًّا ورفعة، المهم أن يتفهَّم كل شخص حقيقة المشاكل، ويحاول أن يعالجها مع شريكه بالطريقة الصحيحة.
مؤلف كتاب مشكلات عاطفية
الدكتور عادل صادق عامر عبد الله: طبيب نفسي ألَّف كثيرًا من الكتب في علم النفس، ولد في 9 أكتوبر عام 1943، وتوفي في 14 سبتمبر 2004، وحصل على زمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وزمالة الكلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن.
من أبرز مؤلفاته:
في بيتنا مريض نفسي.
امرأة في محنة.
روعة الزواج.
مشكلات نفسية.