أساليب عملية في التواصل
أساليب عملية في التواصل
تجنَّب استخدام الأمر المباشر واستبدل به مثلًا قولك: ما رأيك أن تفعل كذا؟ أو تخييره بين أكثر من متاح، وقدِّم لطلبك بشرح سببه، واسأله دائمًا عن سبب فعله إن أخطأ قبل أن تعاقبه أو تنهره، فأحيانًا يكون لديهم أسباب تستحق التقدير والتفهُّم ثم التوجيه، وأحسِن الظن فيه وافترض منه حسن النية باستمرار.
أحيانًا لا يكون الحوار الطويل هو الاختيار الأنسب للحديث مع الأبناء، بل يكون الحوار الحازم والإيجاز والوضوح هو الاختيار الأفضل، وعادةً يكون ذلك عندما يكون الابن مدركًا سبب الطلب جيدًا لكنه بحاجة إلى الحزم.
من الأساليب العملية أيضًا التفاوض، ويكون ذلك مناسبًا مع الأبناء الذين يتسمون بالعند، حينها تفاوض معه واجعل ذلك في الإيجابيات فقط، فمثًلا تقول له: انتهِ من المذاكرة ثم أسمح لك باللعب، أو إذا أحسنت لإخوتك سأسمح لك بزيارة صديقك، ولا تقل إذا لم تصرخ في وجه إخوتك سأسمح بأن تزور صديقك، وهكذا مع المراهق فعندما يتحمل مسؤولية أكبر في البيت، من الممكن أن تمنحه مزيدًا من الحرية أو الصلاحيات كقيادة السيارة أو السفر عندما يصل إلى السن المناسبة بالطبع.
أيضًا استخدم الأسلوب القصصي والتمثيل، فذلك من أقرب الطرق إلى الأطفال، وإلى الناس عامة فحتى الكبار ينجذبون إلى القصص، ومن المهم أن يستغلَّ الآباء وقت السيارة وأوقات الانتظار التي يقضونها مع أبنائهم، فهي فرصة في غاية الأهمية للحديث والنقاش والإنصات، فلا تفوِّت على نفسك تلك الفرصة، ولا تدع مهمة توصيل الأبناء لغيرك ما استطعت.
الفكرة من كتاب مهارات التواصل مع الأولاد..كيف تكسب ولدك؟
في الوقت الحالي لم نعد نحن وحدنا من نربي أولادنا، وقد اتسعت الفجوة بين الآباء والأبناء بشكل ينذر بالخطر، وليس من سبيل لسدِّها إلا من خلال التواصل بين الأبوين وأبنائهما، وتلك المهارة إذ نجتهد لاكتسابها فإنما هي قُربة تقرِّبنا إلى الله بما تعيننا به من صلاح أبنائنا وصلاح تربيتهم، والتواصل مع الأبناء هو وصل معنوي وحسي يشمل معاني العطف والبر والرحمة والرفق، ويشمل اللمسات الحانية، كما يشمل حتى وصلهم بالمال، ومن أضداد الوصل الهجر، لذا كانت الأبوة دورًا لا يمكن بحال أن يُؤدَّى غيابيًّا أو أن ينوب فيه أحد، بل يكون الأب حاضرًا بشخصه بين أبنائه وبناته أطول وقت ممكن.
مؤلف كتاب مهارات التواصل مع الأولاد..كيف تكسب ولدك؟
خالد بن سعود الحليبي: شاعر وأديب وأستاذ جامعي سابقًا، إضافةً إلى عمله في الاستشارات الأسرية، ولد في الأحساء بالسعودية عام 1964م، وحصل على بكالوريوس في اللغة العربيَّة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب الحديث، ثم حصل على دبلوم عالٍ في الإرشاد النفسي والأسري من كليَّة المعلمين، عمل بالتدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، شغل منصب المدير التنفيذي لبيت الخبرة للتنمية الأسرية، وهو مشرف عام موقع المستشار بالدمام، وعضو مركز التنمية الأسرية بالأحساء.
له عدد من المؤلفات منها:
قلبي بين يديك (ديوان شعر).
أبو فراس الحمداني في رومياته.
العنف الأسري: (أسبابه ومظاهره وآثاره وعلاجه).
جلسات تسع ذي الحجة.