من مهارات التواصل
من مهارات التواصل
ابحث عن الإيجابيات في طفلك وزكِّها فيه ولو كنت تراه أفسد الأولاد، فمن المهم للغاية أن نثني على أولادنا كلما أحسنوا، وأغلبنا يعلِّق على الخطأ فور حصوله، ثم هو يتغافل عن كل الأفعال الحسنة، اعتقادًا منه أنه من المفترض أن يحسن الطفل طوال الوقت، وليس هذا واقعيًّا لا للصغير ولا حتى للكبير، ولا تتبع ثناءك بلوم أو تذكير بخطأ أو غيره، وذكِّره دومًا بإنجازاته السابقة لتمنحه الثقة، ويروى عن النبي (ﷺ) أنه قال: “يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت: الله ورسوله أعلم، فأعاد النبي عليه السؤال فقال: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، فضرب النبي في صدره وقال: والله ليهنك العلم أبا المنذر”، فتخيَّل نفسك واقفًا أمامه (صلوات ربي وسلامه عليه) وهو يخاطبك باسمك ويسألك فتحسن الرد فيثني عليك ويدعو لك ويضرب على صدرك.
ومن المهارات المهمة أيضًا أن تعبر عن غضبك بشكل بنَّاء، فأنت قدوة له حتى فيما يفعله عندما يغضب، لذا احذر السب والصراخ والضرب، وتعلَّم الرفق والحلم، يقول أنس (رضي الله عنه): “كان رسول الله (ﷺ) من أحسن الناس خلقًا فأرسلني يومًا لحاجة فقلت والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به النبي، فخرجت حتى أمرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله قد قبض بقفاي من ورائي قال فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: يا أنيس أذهبت حيث أمرتك؟ قال قلت نعم أنا أذهب يا رسول الله”.
الفكرة من كتاب مهارات التواصل مع الأولاد..كيف تكسب ولدك؟
في الوقت الحالي لم نعد نحن وحدنا من نربي أولادنا، وقد اتسعت الفجوة بين الآباء والأبناء بشكل ينذر بالخطر، وليس من سبيل لسدِّها إلا من خلال التواصل بين الأبوين وأبنائهما، وتلك المهارة إذ نجتهد لاكتسابها فإنما هي قُربة تقرِّبنا إلى الله بما تعيننا به من صلاح أبنائنا وصلاح تربيتهم، والتواصل مع الأبناء هو وصل معنوي وحسي يشمل معاني العطف والبر والرحمة والرفق، ويشمل اللمسات الحانية، كما يشمل حتى وصلهم بالمال، ومن أضداد الوصل الهجر، لذا كانت الأبوة دورًا لا يمكن بحال أن يُؤدَّى غيابيًّا أو أن ينوب فيه أحد، بل يكون الأب حاضرًا بشخصه بين أبنائه وبناته أطول وقت ممكن.
مؤلف كتاب مهارات التواصل مع الأولاد..كيف تكسب ولدك؟
خالد بن سعود الحليبي: شاعر وأديب وأستاذ جامعي سابقًا، إضافةً إلى عمله في الاستشارات الأسرية، ولد في الأحساء بالسعودية عام 1964م، وحصل على بكالوريوس في اللغة العربيَّة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب الحديث، ثم حصل على دبلوم عالٍ في الإرشاد النفسي والأسري من كليَّة المعلمين، عمل بالتدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، شغل منصب المدير التنفيذي لبيت الخبرة للتنمية الأسرية، وهو مشرف عام موقع المستشار بالدمام، وعضو مركز التنمية الأسرية بالأحساء.
له عدد من المؤلفات منها:
قلبي بين يديك (ديوان شعر).
أبو فراس الحمداني في رومياته.
العنف الأسري: (أسبابه ومظاهره وآثاره وعلاجه).
جلسات تسع ذي الحجة.