جمال الوحش.. الأدب والفن
جمال الوحش.. الأدب والفن
يصور لنا الفن والأدب والثقافات في فترات زمنية مختلفة صورة الجمل المرتبطة عند البشر، ففي العصور الوسطى كان الجمل يمثل رمزًا للتواضع أو الثروة أو الجشع أو الشهوة، وهذا على عكس ما يرمز في شعارات النبالة حيث الصبر والمثابرة والانقياد، كما اعتبر أيضًا رمزًا للحكمة والغباء، أما في بريطانيا في العصور الوسطى والنهضة كان سنام الجمل رمز الرجل الثري.
وعلى الرغم من هذه التصورات فقد كان للجمل بصمة واضحة في تاريخ الفن في أواخر العصور الوسطى حيث كان عنصرًا دائمًا في جميع لوحات “سجود المجوس” للرسام ليوناردو دافينشي، وأيضًا تكوَّنت لوحة ليون بيلي “الحج الى مكة” من مجموعة كبيرة من الجمال وكانت لوحة مميزة رسمت عام 1861، كما كان موجودًا في جزء من بعض القصص واللوحات الدينية المذكورة في التوراة، ورغم قبول عدد من الفنانين وجود الجمل في اللوحات فقد كان هناك رفض آخر له، فقد ذكر الفنان الفرنسي شارل لوبران أن “الجمال مخلوقات غريبة وقبيحة جدًّا، وأنها تقضي على السكينة الكلاسيكية لصورة بوسان”.
أما عن موضع الجمل في الأعمال الروائية والأدبية فقد ذكر الكاتب أن أعظم روايات القرن التاسع عشر “مدام بوفاري Madame Bovary” لجوستاف فلوبير ذكر فيها الجمل، وفي روايات القرن الواحد والعشرين رواية “أبراج طرابزون” كان ذكر الجمل في المقدمة، وكما قال الكاتب اعتبرت هذه السطور هي الأشهر في الرواية البريطانية، وفي أعمال غير روائية عن أدب الرحلات كان هناك وصف الرحلات الشاقة في الصحراء مع الجمال التي كان يقوم بها تشارلز دوتي الكلاسيكي، أما في الأفلام فقد كان للجمل دور في كثير من الوثائقيات السينمائية، ويقال إن أول ظهور له كان في فيلم “Entr’acte”، كما ظهر أيضًا كمادة للسخرية في بعض الأفلام مثل “الطريق إلى مراكش The Road to Morocco”، وهذا بعض ما تناوله الأدب والفن في ذكر الجمال.
الفكرة من كتاب الجمل – التاريخ الطبيعي والثقافي
عند ذكر حيوان الجمل فإن أول ما يخطر بالبال هو لقب “سفينة الصحراء” والقدرة الهائلة على التحمل، وأن مكانه الدائم وموطنه هو الصحراء، وأي ذكر للصحراء والجمال وطبيعة العيش هناك يعني أنها للعرب.
يذكر الكاتب أن الجمال نوعان: جمل ذو سنام وجمل ذو سنامين، والفارق بينهما أن الأول يشبه حرف (D)، والثاني يشبه حرف (B)، وقد تردَّد كثير من الأسئلة على عقله فجعلته يطرح العديد منها ويجيب عليها: هل الِجمال ذكية ؟ هل تحب البشر أم لا تحبهم؟ كيف هي حياة الجمل؟ طبيعة الحياة الجنسية للجمل؟ هل سيموت الجمل في يوم ما؟ كيف يرى الموت؟ وغيرها من الأسئلة، ولكن أكثر ما استوقف الكاتب سؤال لم يجد له إجابة: “ما معنى ألا تكون إنسانًا؟”.
مؤلف كتاب الجمل – التاريخ الطبيعي والثقافي
روبرت إيروين: ولد عام 1946 في المملكة المتحدة، ودرس تاريخ العصور الوسطى في جامعة سانت أندروز، كما درس التاريخ العربي والشرق الأوسط في جامعات لندن وكامبريدج وأكسفورد، وهو محرر الشرق الأوسط في الملحق الأدبي لجريدة التايمز، وله عدد من الروايات مثل:
The Arabian Nightmare.
The Arabian Nights: A Companion.
Satan Wants Me.
Night & Horses & The Desert: An Anthology of Classical Arabic literature.
معلومات عن المترجم:
أحمد محمود: عضو نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب المصريين وعضو لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، يعمل رئيس لقسم الترجمة بجريدة الشروق القاهرية، كما شارك في ترجمات عدد من المجلات الثقافية، وله الكثير من الكتب المترجمة مثل:
الأرض المحروقة.
لن أكره.
الناس في صعيد مصر .. العادات والتقاليد.
صناعة الخبر في كواليس الصحافة الأمريكية.