الجمال في العصور الإسلامية الوسطى
الجمال في العصور الإسلامية الوسطى
كان للجمل مكانة عظيمة عند العرب حيث كانوا يرفعون من قيمة جماله على الرغم من معرفتهم القديمة عن أقوال ارتباط الجمال بالجن أو الشياطين، وقد “سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مبارك الإبل؟ فقال: لا تصلوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين”، كما أن هناك علاقة عميقة بين الجمل ووصفه في الشعر الجاهلي في مراحل مختلفة من الحياة، إذ استطاع الشعراء التشبيه به في الفقد والنواح، والغزل والفخر، وكذلك المدح.
صضللإبل لغة تحمل معاني كثرة يستخدمها البدو في تعاملهم ووصفهم لكل جمل مختلف، ويقال إن هذه المفردات تطوَّرت مع الجاهلية ولم تدوَّن لأن العرب كانوا يتناقلون الكلام شفاهية، وإن الجمل لم يحظَ بالظهور والذكر إلا بعد الإسلام، وهذا ما جعل خورخي بورخيس يقول إن الجمل لم يذكر في القرآن على الرغم من أن الجمل عربي وأن القرآن أيضًا عربي، وكان هذا تشكيكًا في صدق نبي الله محمد عليه السلام، ولكن هذا ليس صحيحًا، فقد ذكر الجمل في أكثر من موضع في القرآن، قال تعالى: ﴿أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ [الغاشية:17]، كما ذكر أيضًا قصة نبي الله صالح حينما أرسله الله إلى قوم ثمود ليعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا، لكنهم لم يصدقوه وطلبوا منه آية، وكانت هي خروج الإبل من الصخر، وعلى الرغم من ذلك فقد كذبوه، قال تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ﴾ [هود:64]، كما جاء ذكر الجمل في وضع آخر حيث ذكر أن دخول الكفار الجنة لن يحصل إلا إذا دخل الجمل في ثقب إبرة وهذا مستحيل، قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ﴾ [الأعراف:40]، ولم يقتصر الأمر على القرآن، بل كانت هناك مواضع كثير في السنة النبوية ذكر فيها الإبل.
الفكرة من كتاب الجمل – التاريخ الطبيعي والثقافي
عند ذكر حيوان الجمل فإن أول ما يخطر بالبال هو لقب “سفينة الصحراء” والقدرة الهائلة على التحمل، وأن مكانه الدائم وموطنه هو الصحراء، وأي ذكر للصحراء والجمال وطبيعة العيش هناك يعني أنها للعرب.
يذكر الكاتب أن الجمال نوعان: جمل ذو سنام وجمل ذو سنامين، والفارق بينهما أن الأول يشبه حرف (D)، والثاني يشبه حرف (B)، وقد تردَّد كثير من الأسئلة على عقله فجعلته يطرح العديد منها ويجيب عليها: هل الِجمال ذكية ؟ هل تحب البشر أم لا تحبهم؟ كيف هي حياة الجمل؟ طبيعة الحياة الجنسية للجمل؟ هل سيموت الجمل في يوم ما؟ كيف يرى الموت؟ وغيرها من الأسئلة، ولكن أكثر ما استوقف الكاتب سؤال لم يجد له إجابة: “ما معنى ألا تكون إنسانًا؟”.
مؤلف كتاب الجمل – التاريخ الطبيعي والثقافي
روبرت إيروين: ولد عام 1946 في المملكة المتحدة، ودرس تاريخ العصور الوسطى في جامعة سانت أندروز، كما درس التاريخ العربي والشرق الأوسط في جامعات لندن وكامبريدج وأكسفورد، وهو محرر الشرق الأوسط في الملحق الأدبي لجريدة التايمز، وله عدد من الروايات مثل:
The Arabian Nightmare.
The Arabian Nights: A Companion.
Satan Wants Me.
Night & Horses & The Desert: An Anthology of Classical Arabic literature.
معلومات عن المترجم:
أحمد محمود: عضو نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب المصريين وعضو لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، يعمل رئيس لقسم الترجمة بجريدة الشروق القاهرية، كما شارك في ترجمات عدد من المجلات الثقافية، وله الكثير من الكتب المترجمة مثل:
الأرض المحروقة.
لن أكره.
الناس في صعيد مصر .. العادات والتقاليد.
صناعة الخبر في كواليس الصحافة الأمريكية.