الجمل العملي
الجمل العملي
يضع الكاتب هنا بعض التعليمات المهمة للأشخاص الذين يريدون امتلاك جمل جيد، إذ إنه يوصي بشراء الجمل البالغ من العمر ست سنوات، كما يوصي باختيار الناقة بدلًا من الجمل إذا كان الغرض منها الركوب لأنها أقل عنفًا، وتُعرَف جودة وأصالة الجمل من بعض الأجزاء في جسمه، مثل أذنيه اللتين تكونان رفيعتين، ورقبته معتدلة، ويوضح عند ركوب الجمل أن له طبيعة خاصة تستدعي الحذر الشديد لحركة الجمل غير المتوازنة عند النهوض، كما أن له مشية هادئة لدرجة تمكِّن الراكب من قراءة الكتب، ويحذر ركوب الجمل على أراضٍ صخرية أو طينية لأنها تؤذيه ولا يقدر على الحركة، وعلى الراكب الابتعاد عن إجهاد الجمل أو جعله يشعر بالتعب الشديد لأن تعافيه يكون صعبًا وبطيئًا، كما يذكر حب الجمال للأكل بالنهار، لذا يفضَّل السير بها ليلًا أو عند شروق الشمس.
تحتاج الجمال وقتًا للرعي جيدًا من سبع إلى ثماني ساعات في النهار، وغالبًا ما تبحث عند رعيها عن النباتات الشوكية لأنها تحبها بشدة على الرغم من أنها تجعلها أكثر عرضة للإمساك، وعند الترحال والسير تضع الجمال المتقدمة علامة للتتبُّع، وهي البول بينها وبين الجمال الخلفية، إذ يبول أول جمل كل ستة كيلومترات، ودائمًا ما يحذَّر من غضب الجمل ورفسته القوية من أي اتجاه لا سيما “الجمل الشبق”، فعندما تتعرَّض لهذا الموقف يجب عليك خلع ملابسك ووضعها عنده حتى يفرغ فيها غضبه وتبقى في أمان.
يمتلك البدو قدرة جيدة على تتبُّع أثر الجمال ومعرفتها وتحديد سرعتها عن طريق القياس بين الخطوات المتروكة، حيث يوجد في المملكة العربية السعودية قبيلة تعرف بأفضل “قصاصي الأثر”، وتستطيع هذه القبيلة معرفة وتمييز أي جمل ولأي قبيلة وشخص ينتمى كل هذا من خلال أثر خطواته، كما يمكن تحديد عدد الجمال عن طريق الروث أيضًا، وهذا ما فعله العرب في الحرب العالمية الأولى حيث وضعوا كثيرًا من فضلات الإبل حتى يعتقد الأتراك أن لديهم قوة أكبر.
الفكرة من كتاب الجمل – التاريخ الطبيعي والثقافي
عند ذكر حيوان الجمل فإن أول ما يخطر بالبال هو لقب “سفينة الصحراء” والقدرة الهائلة على التحمل، وأن مكانه الدائم وموطنه هو الصحراء، وأي ذكر للصحراء والجمال وطبيعة العيش هناك يعني أنها للعرب.
يذكر الكاتب أن الجمال نوعان: جمل ذو سنام وجمل ذو سنامين، والفارق بينهما أن الأول يشبه حرف (D)، والثاني يشبه حرف (B)، وقد تردَّد كثير من الأسئلة على عقله فجعلته يطرح العديد منها ويجيب عليها: هل الِجمال ذكية ؟ هل تحب البشر أم لا تحبهم؟ كيف هي حياة الجمل؟ طبيعة الحياة الجنسية للجمل؟ هل سيموت الجمل في يوم ما؟ كيف يرى الموت؟ وغيرها من الأسئلة، ولكن أكثر ما استوقف الكاتب سؤال لم يجد له إجابة: “ما معنى ألا تكون إنسانًا؟”.
مؤلف كتاب الجمل – التاريخ الطبيعي والثقافي
روبرت إيروين: ولد عام 1946 في المملكة المتحدة، ودرس تاريخ العصور الوسطى في جامعة سانت أندروز، كما درس التاريخ العربي والشرق الأوسط في جامعات لندن وكامبريدج وأكسفورد، وهو محرر الشرق الأوسط في الملحق الأدبي لجريدة التايمز، وله عدد من الروايات مثل:
The Arabian Nightmare.
The Arabian Nights: A Companion.
Satan Wants Me.
Night & Horses & The Desert: An Anthology of Classical Arabic literature.
معلومات عن المترجم:
أحمد محمود: عضو نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب المصريين وعضو لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، يعمل رئيس لقسم الترجمة بجريدة الشروق القاهرية، كما شارك في ترجمات عدد من المجلات الثقافية، وله الكثير من الكتب المترجمة مثل:
الأرض المحروقة.
لن أكره.
الناس في صعيد مصر .. العادات والتقاليد.
صناعة الخبر في كواليس الصحافة الأمريكية.